عاجل

دراسة: واحد من كل 8 جنود إسرائيليين يعاني «اضطراب ما بعد الصدمة»

واحد من كل 8 جنود
واحد من كل 8 جنود إسرائيليين

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة تل أبيب أن واحدًا من كل ثمانية جنود إسرائيليين - احتياط - في الجيش  الإسرائيلي يعاني من أعراض “اضطراب ما بعد الصدمة” عقب مشاركته في حرب غزة، ما يعكس حجم التأثير النفسي العميق والمستمر للخدمة القتالية على الجنود.

ووفقًا للدراسة، التي نشرتها صحيفة يديعوت آحرونوت اليوم الجمعة، فإن نحو 12% من جنود الاحتياط الذين شاركوا في الحرب أبلغوا عن أعراض متعددة ومقلقة تتوافق مع اضطراب ما بعد الصدمة. 

وقد سلطت هذه النتائج الضوء على التحديات النفسية الكبيرة التي يواجهها الجنود بعد عودتهم من الخدمة، وأثارت تساؤلات بشأن جاهزيتهم للاندماج في الحياة المدنية، وكذلك مدى استعداد الدولة للتعامل مع هذه الأزمة الصحية المتفاقمة.

 

واحد من كل 8 جنود إسرائيليين

وتبين الدراسة، التي استمرت على مدار ست سنوات وأُجريت بالتعاون مع جيش الدفاع الإسرائيلي، وجود زيادة ملحوظة في نسبة الجنود الذين يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مع تقدمهم في الخدمة، بالمقارنة مع فترة خدمتهم النظامية الأولى. 

فبينما تراوحت نسبة المصابين بالأعراض خلال الخدمة النظامية بين 4% و6%، ارتفعت هذه النسبة إلى نحو 8% بعد ستة أشهر من التسريح. ومع استدعاء معظم المشاركين للخدمة الاحتياطية خلال عملية "السيوف الحديدية"، قفزت النسبة إلى حوالي 12%.

<span style=
واحد من كل 8 جنود إسرائيليين

وأوضح البروفيسور يائير بار حاييم، رئيس المركز الوطني للصدمات النفسية والمرونة في جامعة تل أبيب والباحث الرئيسي في الدراسة، أن الجنود الذين شاركوا في هذه الدراسة – وعددهم 579 – ينتمون إلى دفعة مارس 2019، والتحقوا بأحد ألوية المشاة القتالية. 

وقد خضعوا لاستبيانات خمس مرات: عند التجنيد، بعد 15 شهرًا، بعد 27 شهرًا، بعد ستة أشهر من التسريح، وبعد سنة ونصف من التسريح. وقد أظهرت البيانات أن نسبة الإبلاغ عن الأعراض زادت تدريجيًا مع تقدم الخدمة، لتبلغ مستويات تُقارب معايير التشخيص السريري كما وردت في الدليل التشخيصي (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

وأشار بار حاييم إلى أنه "في حال وجود نحو 15000 جندي مقاتل في كل دورة تجنيد، وثلاث دورات سنويًا، فنحن نتحدث عن نحو 2500 جندي جديد سنويًا يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، ناتجة عن الخدمة الروتينية فقط، دون احتساب الحروب أو العمليات الاستثنائية". 

وأضاف: "في نهاية الخدمة النظامية، بلغت النسبة نحو 4.4%. وكان الأمل أن تتوقف عند هذا الحد، لكن الواقع أظهر تضاعفها تقريبًا بعد التسريح، إذ أبلغ نحو 8% من الجنود عن أعراض صريحة. وهذا أمر يبعث على القلق، خاصة أن الفترة التي رُصدت خلالها هذه البيانات كانت خالية من الحروب أو العمليات العسكرية الكبرى".

<span style=
واحد من كل 8 جنود إسرائيليين

اضطراب ما بعد الصدمة 

في المراحل الأولى من الدراسة، أي عند التجنيد، لم تتجاوز نسبة المصابين 0.5%، معظمهم نتيجة لتجارب سابقة كحوادث طرق أو هجمات إرهابية. إلا أن هذه النسبة ارتفعت إلى 2.6% بعد عام ونصف من الخدمة – شملت ستة أشهر من التدريب وتسعة أشهر من الأنشطة العملياتية – ثم إلى 4.4% في نهاية الخدمة النظامية، قبل أن تصل إلى 8% بعد ستة أشهر من التسريح، في غياب أي حرب فعلية.

وقد شهدت نقطة القياس الخامسة، التي أعقبت اندلاع حرب غزة، تصاعدًا حادًا في نسبة المصابين، إذ أُصيب 12% من المشاركين بأعراض تُشير بوضوح إلى اضطراب ما بعد الصدمة. ويؤكد البروفيسور بار حاييم أن هذا الرقم، رغم أنه مرتفع، إلا أنه ليس غير مسبوق، ويتوافق مع معدلات ظهرت بعد صراعات مماثلة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، مثل حرب فيتنام، ويوم الغفران، وحرب لبنان الأولى، والعراق، وأفغانستان.

وقدم بار حاييم نتائج الدراسة خلال مؤتمر "مستقبل إسرائيل" الذي نظمته جامعة تل أبيب، مشيرًا إلى أن العينة المدروسة تمثل جنودًا من ألوية قتالية كالمظليين أو جولاني أو جفعاتي، خدموا خلال فترة لم تشهد حروبًا مباشرة، ما يمنح قيمة إضافية لنتائج الدراسة في قياس تأثير الخدمة الروتينية فقط.

وحذر بار حاييم من أن "البيانات تشير بوضوح إلى أننا نعيش حالة طوارئ في مجال الصحة النفسية في إسرائيل"، معتبرًا أن المجتمع الإسرائيلي بأسره يعاني منذ سنوات من فجوة كبيرة في التعامل مع هذه القضية، سواء في الأوقات العادية أو خلال الأزمات. 

ودعا إلى تدخل عاجل من صانعي القرار لتبني سياسات طويلة الأمد، تتضمن تسريع وتأهيل مزيد من المعالجين النفسيين، وافتتاح عيادات متخصصة في مختلف الأقاليم لتوفير الرعاية للمصابين بعد انتهاء خدمتهم العسكرية.

تم نسخ الرابط