من شيكاغو إلى الفاتيكان.. القصة الاستثنائية لـ"ليو الرابع عشر" بابا الفاتيكان

في لحظة تاريخية غير مسبوقة، أعلن الفاتيكان عن انتخاب الأمريكي روبرت بريفوست بابا الفاتيكان الجديد للكنيسة الكاثوليكية تحت اسم ليو الرابع عشر، ليصبح بذلك أول أمريكي يتولى هذا المنصب الروحي الأعلى في العالم الكاثوليكي.

من هو بابا الفاتيكان الجديد؟

وُلد بريفوست في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي عام 1955، وبدأ مسيرته الأكاديمية بالحصول على شهادة في الرياضيات من جامعة فيلانوفا، قبل أن يتجه إلى دراسة اللاهوت في الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي في مسقط رأسه، لاحقًا، انتقل إلى روما لمواصلة دراسته في القانون الكنسي بجامعة القديس توما الأكويني البابوية، وسُيّم كاهنًا في يونيو عام 1982.

لكن أبرز مراحل حياته بدأت عندما انتقل إلى بيرو، حيث قضى سنوات طويلة في العمل الكنسي والمجتمعي، ودرّس القانون الكنسي في مدينة تروخيو، ثم خدم كأسقف في مدينة تشيكلايو من عام 2014 حتى 2023، ليكتسب خبرة ميدانية وروحية عميقة في أمريكا اللاتينية، ويحصل على الجنسية البيروفية.

كاريزما قيادية وشخصية جامعة

تميّز بابا الفاتيكان الجديد بقدرته على القيادة بهدوء واتزان، وبحسب محللين في الفاتيكان، يُنظر إليه على أنه شخصية توفيقية قادرة على الإنجاز دون فرض أسلوبه بشكل سلطوي. 

وسبق أن شغل مناصب مؤثرة، أبرزها رئاسة رهبنة الأغسطينيين من عام 2001 حتى 2013، ثم رئاسة مجمع الأساقفة بالفاتيكان عام 2023، ما جعله واحدًا من أبرز المرشحين لخلافة البابا الراحل فرنسيس.

دعوة إلى الحوار وبناء الجسور

في أول خطاب له من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، دعا ليو الرابع عشر الكنيسة إلى أن تكون "كنيسة تبني الجسور" وتنخرط في الحوار، مؤكدًا على ضرورة السلام والمصالحة، ووجّه تحية خاصة لشعب بيرو، مخاطبًا "أبرشيته الحبيبة" بلغته الإسبانية الأم الثانية، ما يعكس جذوره العالمية ورؤيته الجامعة.

كما وجه البابا تحية مؤثرة لسلفه، البابا فرنسيس، داعيًا إلى مواصلة إرثه، وقال: "الله يحبنا، والله يحب الجميع، والشر لن ينتصر"، وبدأ كلمته بتحية المسيح "السلام عليكم جميعًا"، داعيًا إلى أن يدخل هذا السلام إلى قلوب العائلات في كل مكان.

مرحلة جديدة للكنيسة الكاثوليكية

يرى مراقبون أن انتخاب ليو الرابع عشر يعكس رغبة الكرادلة في مواصلة نهج الإصلاح الذي بدأه البابا فرنسيس، وخاصة فيما يتعلق بالشفافية والعدالة والتجديد الروحي، ومن المتوقع أن يُركّز البابا الجديد على تعزيز دور الكنيسة في مواجهة التحديات العالمية، مثل الفقر والهجرة والتغير المناخي والانقسام المجتمعي.

ورغم ما يُقال عن تردد الكرادلة في اختيار بابا أمريكي خشية النفوذ السياسي، إلا أن تجربة بريفوست في أمريكا الجنوبية وامتلاكه للجنسية البيروفية ساعدتا في تخفيف تلك المخاوف، وجعلته مرشحًا توافقيًا مثاليًا.

من هو ليو الرابع عشر؟

• الاسم الكامل: روبرت بريفوست
• العمر: 69 عامًا
• الجنسية: أمريكية وبيروفية

أبرز المناصب السابقة

• رئيس عام رهبنة الأغسطينيين (2001–2013)
• أسقف تشيكلايو في بيرو (2015–2023)
• رئيس مجمع الأساقفة في الفاتيكان (2023–2025)

تُعد قصة ليو الرابع عشر رحلة فريدة من شوارع شيكاغو إلى قلب الفاتيكان، قصة تؤكد أن القيادة الروحية يمكن أن تأتي من أي مكان، ما دامت تحمل رؤية جامعة، ورسالة سلام، وإيمانًا عميقًا بخدمة البشرية.