بسمة وهبة: مصر واليونان يبحثان فرص التوسع في مجالات التحول الأخضر

أكدت الإعلامية بسمة وهبة أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان حملت دلالات سياسية مهمة، وشهدت اهتمامًا رسميًا كبيرًا من الجانب اليوناني، حيث استقبل الرئيس السيسي في القصر الرئاسي بمراسم استقبال رسمية تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وتقدير اليونان لدور مصر الإقليمي والدولي.
تقدير يوناني للسيسي
وأوضحت وهبة، خلال تقديمها برنامج «90 دقيقة» على قناة «المحور»، أن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص القاهرة على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الدول الصديقة، مشيرة إلى أن اليونان تولي مصر والرئيس السيسي تقديرًا خاصًا، تجسد في الاحتفاء الرسمي بالزيارة، وفي منح الرئيس السيسي أعلى وسام يوناني في عام 2020، تعبيرًا عن الاحترام المتبادل والشراكة المتنامية.
وأضافت وهبة أن العلاقات المصرية اليونانية شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا، بفضل التنسيق السياسي المستمر، والتعاون المشترك في ملفات حيوية، سواء على المستوى الثنائي أو ضمن إطار التعاون الثلاثي مع قبرص، وهو التعاون الذي أثمر عن توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية التي عززت الشراكة في مجالات الطاقة، والاستثمار، والأمن البحري.
ملفات إقليمية على الطاولة
وكشفت وهبة أن لقاء الرئيس السيسي بنظيره اليوناني لم يقتصر على الملفات الثنائية، بل شمل أيضًا بحث تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها الأزمة في غزة، والأوضاع في ليبيا، وسوريا، واليمن، إضافة إلى جهود تأمين الملاحة في البحر الأحمر والبحر المتوسط، في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة.
وأكدت وهبة أن الزعيمين أبديا توافقًا كبيرًا في وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وشدد اللقاء على أهمية التمسك بالقانون الدولي، ودعم الحلول السلمية للصراعات، والتنسيق المشترك لمواجهة التهديدات الأمنية في شرق المتوسط، بما يخدم الاستقرار الإقليمي ويحفظ المصالح المشتركة.
التعاون الثلاثي والمشاريع
وأشارت وهبة إلى أن الزيارة أكدت التزام القاهرة وأثينا باستمرار التعاون الثلاثي مع قبرص، باعتباره نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي في شرق المتوسط، وساهم هذا الإطار في إطلاق مشاريع طاقة واستثمار وبنية تحتية مشتركة، مع بحث فرص التوسع في مجالات جديدة مثل التحول الأخضر والطاقة المتجددة.
وشددت وهبة على أن التحركات المصرية تجاه اليونان تعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى ترسيخ دور مصر كفاعل محوري في شرق المتوسط، وكجسر يربط أوروبا بالشرق الأوسط وإفريقيا، في ظل ما تتمتع به القاهرة من علاقات متوازنة ومكانة دبلوماسية راسخة.
تعزيز الأمن والاستقرار
واختتمت وهبة بالإشارة إلى أن زيارة الرئيس السيسي تأتي في توقيت حساس تشهده المنطقة، ما يمنحها أبعادًا إضافية تتعلق بدور مصر في حفظ الأمن الإقليمي، ومواصلة جهودها الدبلوماسية لحل النزاعات، ودعم الاستقرار، مؤكدة أن التعاون المصري اليوناني يمثل عنصرًا أساسيًا في منظومة الأمن الجماعي لمنطقة المتوسط.