يكتب بلسانه.. هشام نادي تحدى الشلل بكتابة التاريخ: أحلم بنشر العلم بين الجميع

قصة كفاح ملهمة، أثبت فيها شاب مصري، أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تتغلب على أصعب التحديات، بعد إصابته بشلل رباعي، وجد نفسه أمام تحديات جسدية ونفسية هائلة، لكنه رفض أن يستسلم للظروف.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على قصة هذا الشاب الذي لم يفقد الأمل ولا الصبر، ويعيش حياته بكل عزيمة وصبر إصرار على البلاء لكن حب الله أنار عقله وقلبه.

شلل رباعي ومعاناة مفاجئة
“هشام”، شاب كان فى السنة النهائية من جامعته، حيث رسم العديد من الآمال والطموحات التى سيفعلها عقب تخرجة لكنها سرعان ما تحطمت، عندما تعرض لحادث أصابه بالشلل الرباعى وأفقده القدرة على الحركة، وجعله يجلس قعيد الفراش منذ لـ 9 أعوام لا حول له ولا قوه، بين آلامه الجسدية وآلام روحه بعدما أصبح فاقدا للأمل رافضا لما تعرض له، حيث زاد حزنة وتعبه النفسى والجسدى بعد وفاة لوالدته التى كانت ترعاه وتعينه على الحياة، لكن ألله سبحانه وتعالى زرع فى قلبة النور والأمل، حيث وجد فى جهاز الكمبيوترالخاص به الأمل الكبير الذى سيفرج عنه همومة ويسلة وقته من خلاله مستخدما لسانه فى الكتابة والبحث والتدريب والتعليم، فأصبح بعد 8 سنوات قعيد الفراش باحثا ومؤلفا للعديد من الكتب، ومنسقا لكتب المؤلفين، ولديه خبرة فى برامج المونتاج، ولديه صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" يتابعه خلالها 50 الف متابع، حيث حصل على الدكتوراة الفخرية وتم تكريمة من قبل بعض المؤسسات والكيانات المختلفة بالقاهرة .

عمليات جراحية ومحاولات للعلاج
يقول هشام نادي فى حديثه لـ "نيوز روم"، إنه فى عام 2008 كان فى السنة النهائية بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم، وكان عاشقا للحياة بصفة عامة ولديه العديد من الأحلام والطموحات والأمال، ولكنة تعرض لحادث وأصيب بشلل رباعى فأصبح جسده لا يتحرك تماما فاقد للحركة، بسبب كسر فى العمود الفقرى الذى لا يمكنه التحكم به نهائيا.
ويضيف هشام، أن هذا الحادث جعله يجرى العديد من العمليات الجراحية، وكل ما فعلته به أن أبقته هذه الجراحات على قيد الحياة، أما وضعه الحركى كما هو لا يتغير، وهذا الذي أصابة بحالة من الصدمة لمدى 9 أعوام قضاها فى غرفته بين 4 جدران.

رحلة البحث عن الأمل
ويؤكد هشام، أن أسرته بدأت مساعدته فى قضاء وقته فى غرفته بتشغيل شاشة الكمبيوتر له لسماع أفلام ومسلسلات وحلقات برامج حتى لا يتكمن الملل منه، لكنه حول هذا الى فكرة وقام بإستخدام"الماوس" الخاص بالكمبيوتر بواسطة لسانه، وبدأ فى الكتابة على الكمبيوتر والتعبير عن نفسه وكل ما يجول بخاطره، ثم وجه طاقته ووقته لقراءة الكتب فى السياسة والثقافة والأديان وعلم النفس وعلم الاجتماع ثم توجه إلى المجال الذى يحبه وهو التاريخ فقرأ مئات الكتب التاريخية المحلية والدولية لمختلف الكتاب والمؤلفين.

الإرادة تتحدى الشلل
ويشير "هشام"، إلى أن بحثه وقراءته العديدة فى المجال التاريخى مكنه من أن يصبح مؤلفا لـ 6 كتب تاريخية ومشاركات بحثية مع كتاب عرب وأفارقة، نشرت له وشارك بها فى معارض الكتاب، كما تمكن من إطلاق صفحة تحمل إسمه الذى إختاره لنفسه "سليل الفراعنة " ووصل بها إلى ما يزيد عن 50 ألف متابعا، وأنشأ قناته على موقع اليوتيوب يطلق من خلالها حلقات برنامجه لسرد التاريخ بشكل مشوق وبشكل علمى موثق.
وأصبح هشام يعشق تأليف الكتب، وأصبحت مهنته التى يحصل منها على مقابل مادى، ويقضى بها معظم وقته، ولفت هشام إلى أنه بدأ فى التعلم على برامج المونتاج وأصبح متقنا لها بشكل كبير ويعمل عليها بشكل إحترافى، لافتا إلى أنه يكتب على الكمبيوتر بسرعة تعادل الشخص السليم أو بما يفوقه، فقد يخاطب عبر المحادثات المكتوبة 3 أو 4 من أصدقاءه فى نفس الوقت وهو يكتب بلسانه.

الدكتوراة الفخرية والتكريم المستحق
وأشارإلى أنه تم تكريمه من العديد من الجهات والمؤسسات والمجالس العلمية ووزارة الشباب والرياضة وحصل على الدكتوراة الفخرية.
أكد هشام، أنه سمع أن هناك تجارب علاجية لحالات مشابهة بالخلايا الجذعية وتركيب شرائح لكنه لم يتعمق فى البحث فى الأمر لتكلفته المادية العالية بالإضافة إلى أنه لا يحب أن يمنح لنفسه أمل صعب تحقيقه فى هذا الأمر.