كاتم أسرار وكلامك قليل؟ احذر من هذه الأمراض قد تُعاني منها

يتعرض كاتم الأسرار للكثير من الأمراض، حيث يختار كثيرون الصمت كملاذ لحماية خصوصيتهم أو لتجنّب إيذاء الآخرين أو إثارة المشاكل. ورغم أن كتمان الأسرار قد يكون في بعض الأحيان أمرًا محمودًا، إلا أن الإفراط فيه يحمل آثارًا صحية ونفسية لا يُستهان بها، بحسب ما تشير إليه دراسات نفسية حديثة.
ففي تقرير نُشر على موقع Psychology Today تحت عنوان "التكاليف الخفية لكتمان الأسرار"، يحذّر باحثون من أن كتمان الأسرار لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى مستويات مرتفعة من التوتر والقلق، ويؤثر على الصحة النفسية والجسدية بشكل غير مباشر.

تأثيرات ضارة يعاني منها كاتم الأسرار
الضغط النفسي المزمن: يقول الدكتور مايكل سليبيان، الأستاذ المساعد بجامعة كولومبيا، إن كاتم الأسرار يستنزف طاقة الدماغ لأنه يستدعي جهدًا مستمرًا للسيطرة على المعلومات ومنع تسريبها. هذا الجهد الذهني المستمر يرفع مستويات الكورتيزول في الجسم، وهو هرمون مرتبط بالإجهاد، مما قد يؤدي مع الوقت إلى الصداع، وارتفاع ضغط الدم، وحتى اضطرابات في النوم.
العزلة الاجتماعية والقلق: بحسب الدراسة، فإن كاتمي الأسرار غالبًا ما يشعرون بالعزلة والاغتراب، إذ يصعب عليهم مشاركة مشاعرهم أو الحديث بصراحة حتى مع المقربين. هذا الانغلاق قد يؤدي إلى انخفاض في مستوى الرضا عن العلاقات الاجتماعية، وزيادة الإحساس بالوحدة والقلق.
التأثير على الصحة الجسدية: أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Experimental Psychology أن كتمان الأسرار يمكن أن يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، وزيادة احتمال الإصابة بأمراض مزمنة. فالتوتر الناتج عن الكتمان يؤثر على وظائف القلب والمعدة، ويزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب والأمراض المرتبطة بالإجهاد.
هل يجب أن نبوح بكل شيء؟: لا يدعو الخبراء إلى الإفصاح عن كل ما نعرفه أو نشعر به، ولكنهم يوصون بإيجاد توازن. تقول الدكتورة إليزابيث سكوت، خبيرة الصحة النفسية، إن التعبير الآمن عن الأسرار، حتى لو كان عبر الكتابة أو التحدث إلى معالج نفسي، يمكن أن يقلل من تأثير الكتمان السلبي. كما تنصح بتحديد الأسرار التي لا تزال تزعج صاحبها، والبحث عن طرق للتعامل معها دون أن تؤثر على صحته.
نصائح للتعامل مع الكتمان بشكل صحي
إذا كنت من الأشخاص الذين يميلون إلى كتمان الأسرار، فإليك بعض النصائح التي يوصي بها خبراء علم النفس لتخفيف العبء النفسي دون الإضرار بالآخرين أو كشف خصوصيات غير مناسبة:
1. التحدث إلى شخص موثوق: سواء كان صديقًا مقرّبًا أو معالجًا نفسيًا، فإن مجرد الحديث عن ما يثقل صدرك يمكن أن يكون مريحًا.
2. الكتابة وسيلة فعالة: دوّن أفكارك ومشاعرك في دفتر خاص. الكتابة تساعد على إخراج الضغوط من الذهن وتحسين التركيز النفسي.
3. مارس التأمل أو اليوغا: تساعد هذه الأنشطة على تهدئة الجهاز العصبي والتخفيف من التوتر المرتبط بكتمان المشاعر.
4. تعلّم مهارات التواصل العاطفي: قد يكون التعبير عن النفس تحديًا، لكن التدرب على التعبير عن المشاعر بشكل تدريجي يساعد على بناء الثقة في النفس والعلاقات.
5. افصل بين الخصوصية والكتمان المؤذي: ليس كل كتمان إيجابيًا. إذا كانت الأسرار تسبب ألمًا نفسيًا مستمرًا أو تعيق تواصلك مع من حولك، فقد يكون الوقت مناسبًا للمصارحة أو طلب المساعدة.
الصمت فضيلة في بعض المواقف، لكنه إذا تحوّل إلى نمط دائم من كتمان الأسرار، فقد يحمل في طياته أعباء صحية ونفسية لا تُرى بالعين، لكنها تثقل القلب والجسد مع الوقت. اختيار الوقت والمكان المناسب للبوح قد يكون دواءً خفيًا لا يدركه الكثيرون.