بين الجبال والقداسة.. معالم سياحية جذابة في دير سانت كاترين

يقع دير سانت كاترين في قلب جبال جنوب سيناء، وعلى ارتفاع يتجاوز 1500 متر فوق سطح البحر، ويعد أحد أقدم الأديرة المسيحية في العالم، وأحد أبرز معالم السياحة الدينية والبيئية في مصر. كما يُعتبر هذا الدير وجهة مميزة تجمع بين الروحانية، التاريخ، والطبيعة الخلابة، مما يجعله مقصدًا للزوار من مختلف أنحاء العالم.
تسلق جبل موسى: رحلة روحانية في أحضان الطبيعة
يُعتبر تسلق جبل موسى، المعروف أيضًا بجبل سيناء، تجربة فريدة تجمع بين التحدي الجسدي والتأمل الروحي. يبلغ ارتفاع الجبل حوالي 2285 مترًا، ويُعتقد أنه المكان الذي تلقى فيه النبي موسى الوصايا العشر. يبدأ المتسلقون رحلتهم في ساعات الفجر الأولى، مستعينين بمرشدين من البدو المحليين، للوصول إلى القمة قبل شروق الشمس. تُعد هذه الرحلة فرصة للتأمل في جمال الطبيعة والتاريخ الديني العميق للمكان.

شروق الشمس من قمة الجبل.. لحظة لا تُنسى
عند بلوغ قمة جبل موسى، يُكافأ المتسلقون بمشهد شروق الشمس الذي يُعد من أجمل المناظر الطبيعية في العالم. تتدرج الألوان في السماء من الأزرق الداكن إلى البرتقالي الذهبي، مما يخلق لوحة فنية طبيعية تأسر القلوب. هذه اللحظة تُضفي شعورًا بالسلام الداخلي والارتباط العميق بالمكان.

زيارة دير سانت كاترين.. تاريخ وروحانية
يعود تأسيس دير سانت كاترين إلى القرن السادس الميلادي، بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول. يحتوي الدير على العديد من المعالم التاريخية والدينية، منها:

كنيسة التجلي: تُعد النقطة المحورية في الدير، وتتميز بلوحات فسيفسائية رائعة تعود إلى القرن السادس.
مكتبة الدير: تضم مجموعة نادرة من المخطوطات والكتب القديمة، وتُعتبر من أقدم المكتبات في العالم.
شجرة العليقة الملتهبة: يُعتقد أنها الشجرة التي رأى عندها النبي موسى النار، وهي محاطة بسور لحمايتها.
مسجد الدير: بُني في القرن الحادي عشر، ويُظهر التعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة.
زيارة الدير تُعد رحلة عبر الزمن، تُمكن الزائر من التعمق في التاريخ الديني والثقافي للمنطقة.
يُعد دير سانت كاترين وجبل موسى من أبرز الوجهات السياحية في مصر، حيث يلتقي التاريخ العريق بالروحانية العميقة، في أحضان طبيعة خلابة تأسر القلوب. زيارة هذا المكان تمنح الزائر تجربة فريدة لا تُنسى، تجمع بين التأمل، التعلم، والاستمتاع بجمال الطبيعة