عاجل

تظاهرون لدعم فلسطين

اعتقال العشرات من مؤيدي فلسطين في مظاهرة داخل مكتبة جامعة كولومبيا

عشرات المتظاهرين
عشرات المتظاهرين لأجل فلسطين

اعتقلت شرطة نيويورك ، عشرات المتظاهرين لأجل فلسطين داخل حرم جامعة كولومبيا، عقب احتجاج نظمه طلاب ونشطاء داخل مكتبة بتلر الرئيسية، في تحرك تصاعد سريعًا وأثار استجابة أمنية مشددة من قبل إدارة الجامعة والسلطات المحلية.

وأفادت شرطة نيويورك أنه تم توقيف ما لا يقل عن 80 شخصًا خلال المظاهرة، دون الكشف عن طبيعة التهم التي قد توجه إليهم، فيما أكدت أن التحقيقات لا تزال جارية. 

عشرات المتظاهرين لأجل فلسطين

يأتي ذلك في وقت حرج تشهده الجامعات الأمريكية، خصوصًا مع تهديدات إدارة ترامب بخفض التمويل لبعض الجامعات، بعد احتجاجات مماثلة العام الماضي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي دفعت الإدارة إلى إلغاء مئات تأشيرات الطلاب الدوليين.

طلبت إدارة جامعة كولومبيا رسميًا تدخل شرطة نيويورك لتأمين المكتبة، حيث قالت القائمة بأعمال رئيس الجامعة، كلير شيبمان، في بيان، إن هذا القرار جاء "نظرًا لعدد الأفراد المشاركين في أعمال الشغب داخل المبنى وخارجه، ومحاولة مجموعة كبيرة منهم اقتحام مكتبة بتلر، مما شكل خطرًا على السلامة، مع وجود عدد كبير من الأشخاص يُعتقد أنهم لا ينتمون للجامعة".

<span style=
عشرات المتظاهرين لأجل فلسطين

وكانت الجامعة قد أعلنت في وقت سابق أن هناك "اضطرابًا" داخل قاعة المطالعة 301 بمكتبة بتلر، قبل يومين فقط من بدء الامتحانات النهائية. وبحسب قناة WABC التابعة لشبكة CNN، فقد دخل المتظاهرون القاعة حوالي الساعة 3:15 مساءً بالتوقيت المحلي.

ووفقًا لبيان الجامعة، فقد أُصيب اثنان من ضباط الأمن خلال تدافع حدث عند محاولة بعض المحتجين دخول المكتبة. ولم تتوفر على الفور تفاصيل إضافية حول طبيعة إصاباتهما.

وأظهر مقطع فيديو من داخل المكتبة مواجهة مباشرة بين ضباط الأمن العام والمتظاهرين، حيث تم دفع البعض بعيدًا عن الأبواب وسط صرخات احتجاج، مثل: "أخرجوهم!"، فيما سُمع صوت أحد المتظاهرين وهو يصيح: "توقفوا! أنتم تؤذونني!".

وفي حوالي الساعة السابعة مساءً، أعلن عمدة نيويورك، إريك آدامز، عبر منصة X، أن "شرطة نيويورك تدخل الحرم الجامعي لإبعاد المتعدين". وصرح متحدث باسم الشرطة لشبكة CNN بأن عناصر الأمن تدخلوا "بناءً على طلب مباشر من جامعة كولومبيا، حيث احتل أفراد مكتبة وقاموا بالتعدي عليها"، وأضاف: "تم احتجاز العديد من الأفراد الذين لم يمتثلوا للتحذيرات الشفهية الصادرة عن شرطة نيويورك بالتفرق".

وأظهرت مقاطع مصورة من مكان الحادث عناصر الشرطة وهم يقتادون عشرات الأشخاص بأربطة بلاستيكية إلى حافلة تابعة للشرطة، بينما يهتف الحشد بـ"الحرية لفلسطين". كما شوهد ضباط يرتدون خوذات مكافحة الشغب ويحملون الهراوات.

وفي أحد الفيديوهات، ظهر ضابط أمن وهو يُقيّد أحد المتظاهرين فوق مكتب، في حين اقترب شخص آخر من مصوّر الفيديو وهو يقول بحدة: "تراجع!".

<span style=
عشرات المتظاهرين لأجل فلسطين

احتجاجات ضد دعم الاحتلال الإسرائيلي

وكان المتظاهرون يطالبون الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات المتورطة في دعم الاحتلال الإسرائيلي، كما دعوا إلى تغيير اسم المكتبة إلى "جامعة باسل الأعرج الشعبية"، تكريمًا للناشط الفلسطيني الذي قُتل في غارة إسرائيلية عام 2017، وفقًا لمنشور لمنظمة "سحب الاستثمارات من نظام الفصل العنصري في جامعة كولومبيا" على منصة Substack.

وقالت المنظمة في بيان: "يُظهر هذا الفيضان أنه طالما أن كولومبيا تمول العنف الإمبريالي وتتربح منه، سيستمر الناس في عرقلة أرباحها وشرعيتها". ولم يتضح بعد ما إذا كان جميع المشاركين في المظاهرة تابعين لهذه المجموعة، فيما لم ترد الجامعة أو المنظمة الطلابية على طلبات شبكة CNN للتعليق.

وتأتي هذه المظاهرة امتدادًا لحركة احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بدأت في جامعة كولومبيا قبل نحو عام، ثم امتدت إلى جامعات أخرى في أنحاء الولايات المتحدة، وشهدت إقامة معسكرات واعتصامات واعتقالات واسعة النطاق. 

ففي عام 2024، تحصن متظاهرون داخل قاعة هاميلتون في الجامعة، مطالبين بتغيير اسمها إلى "قاعة هند"، تيمنًا بطفلة فلسطينية في الخامسة من عمرها قُتلت بنيران دبابة إسرائيلية أثناء وجودها في سيارة عائلتها في غزة.

ويتزامن تصاعد هذه الاحتجاجات مع تحقيقات يُجريها مجلس النواب الأمريكي، حيث استدعت لجنة التعليم والقوى العاملة ثلاثة من رؤساء الجامعات لمناقشة قضايا معاداة السامية في الحرم الجامعي – في مشهد يعيد إلى الأذهان جلسة الاستماع الشهيرة التي عُقدت في أبريل 2024، عندما أدلت رئيسة جامعة كولومبيا السابقة، نعمت "مينوش" شفيق، بشهادتها أمام الكونجرس.

تم نسخ الرابط