عاجل

"قابل للحذف".. عرض مسرحي يجسّد الصدمة النفسية ويخطف إعجاب لجنة التحكيم

لقطة من العرض
لقطة من العرض

ضمن فعاليات المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الثانية والثلاثين، والذي يُقام على مسرح قصر ثقافة القناطر برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، قدّم إقليم جنوب الصعيد، فرع ثقافة أسوان، قصر ثقافة كوم أمبو، العرض المسرحي "قابل للحذف".

من تأليف طه الأسواني، وإخراج علي جودة، صمّم الديكور والملابس أحمد الرسلاوي، والإضاءة إيهاب زكريا، بينما أهدى الموسيقى للعرض الموسيقار عبد المنعم عباس.

تناول العرض قصة شاب (هادي) يعاني من متلازمة اضطراب كرب ما بعد الصدمة، نتيجة لصدمة عاطفية تلقاها إثر رؤيته لوالدته (جسدت دورها إيمان النوبي) في وضع مخل مع صديق العائلة (هشام الحاوي) في غياب والده (خالد عبد العظيم)، والذي تغرّب 18 عامًا بحثًا عن مصدر رزق بإحدى الدول.

وقد تألق في تجسيد شخصية (هادي) المركبة على خشبة المسرح الممثلان محمد فراج وحسن بدري، اللذان قدّما أداءً مميزًا نال استحسان الجمهور ولجنة التحكيم. وساهم في استدعاء ذكريات (هادي) المؤلمة كل من حسام أبو ركبة، ومالك عبد الله، وأحمد أبو الحسن، وحبيبة زكريا، بينما جسّد محمد ربيع دور الطبيب الذي يحاول فهم وتشخيص وعلاج حالة (هادي).

إشادة من لجنة التحكيم 

افتتح العرض باستدعاء صوتي مميز للممثلين وهم يعلنون: "الصورة تايهة في زحمة البراوي والليل حيطان بتهده نور الشمس". وقد انسجمت الرؤية الإخراجية للمخرج مع الأداء التمثيلي المتقن في عمل فني متكامل، حاز على إشادة لجنة التحكيم التي أثنت على الأداء الجماعي المميز للعرض.

يُذكر أن عرض "قابل للحذف" كان قد حصل على أعلى الدرجات من لجنة التحكيم بالإقليم، وتم ترشيحه كأفضل عمل جماعي، مما أهّله للمشاركة في فعاليات المهرجان الختامي على مستوى الجمهورية. وقد شاهد العرض لجنة تحكيم مكونة من الدكتور محمد زعيمة، والدكتور مصطفى حامد، والموسيقار الدكتور وليد الشهاوي، والكاتب سعيد حجاج، والمخرج سامح مجاهد.

وعن رأيه حول العرض صرّح المخرج والناقد المسرحي محمد عبد الرحيم لنيوز رووم :  الممثلين أبدعوا في تجسيد حكاية إنسانية مؤثرة كتبها المؤلف ببراعة، حيث تفاعل الأداء التمثيلي المميز مع رؤية إخراجية واضحة المعالم ليقدم لنا تجربة فنية عميقة. استطاع الممثلون ببراعة أن ينقلوا لنا تفاصيل الصراع النفسي للشخصية الرئيسية وتأثير الصدمة على حياته، بينما ساهمت العناصر الأخرى كالديكور والموسيقى والإضاءة في خلق أجواء معبرة خدمت سياق الأحداث.

وأضاف عبد الرحيم أن هذا التناغم بين كافة عناصر العمل المسرحي يؤكد على تجلّي وامتلاك الممثلين لأدواتهم الفنية ببراعة، وإتقانهم لأبعاد شخصياتهم بعمق، مما أضفى على الأداء مصداقية وتأثيرًا خاصًا.

ورغم بساطة التكوينات البصرية في الفضاء المسرحي، إلا أنها عكست رؤية فنية ثاقبة، حيث خدمت هذه التشكيلات بدقة الحالة الدرامية وساهمت في تعميق إحساس المتلقي بمشاعر الشخصيات وانفعالاتها.

كانت الحركة والإيماءات محسوبة بعناية، لتؤكد على أن المجد للممثل، وأن الإبداع لا يرتبط بالضرورة بالتعقيد، بل بقدرة المخرج على توظيف العناصر المتاحة لديه بذكاء وفاعلية.

تم نسخ الرابط