الشيخ عطية محمد: "التربية الجنسية في الإسلام ضرورة لحماية الأجيال"

أكد الشيخ عطية محمد، الداعية الإسلامي وأحد علماء وزارة الأوقاف، أن الإسلام لم يغفل أهمية التربية الجنسية، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم تناول هذا الموضوع، كما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحدث مع أصحابه عن التربية الجنسية دون خجل أو حرج، في إطار بناء شخصية متوازنة.
التربية الجنسية في القرآن
أوضح الشيخ عطية، خلال حواره في برنامج "علامة استفهام"، أن التربية الجنسية جزء أصيل من تعاليم الإسلام، مستشهدًا بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، قائًلا: "الله سبحانه وتعالى تحدث في سورة النور عن أمور متعلقة بالتربية، حتى أن بعض العلماء أطلقوا عليها اسم سورة التربية الجنسية أو سورة الآداب الاجتماعية".
وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على تعليم الأسر كيفية تربية أبنائهم في مختلف المراحل العمرية، مبينًا أن التعليم في مرحلة الطفولة، حتى سن السابعة، ينبغي أن يكون بلا عنف أو ضرب، بل بالتوجيه اللطيف والموعظة الحسنة.
المعلومة الصحيحة
شدد الداعية الإسلامي على أن توفير المعلومة الصحيحة للأبناء أمر أساسي في حمايتهم من الانحراف، محذرًا من خطورة ترك الأبناء يبحثون عن معلوماتهم من مصادر غير موثوقة، قائًلا: "إذا لم يحصل الابن على المعلومة الصحيحة، فسيتجه إلى البحث في أماكن قد توصله إلى معلومات خاطئة، مما يجعله عرضة للانحراف وارتكاب أفعال غير صحيحة".
وأكد أن مسؤولية الأسرة محورية في هذا الجانب، داعيًا أولياء الأمور إلى عدم الخجل من تقديم هذه المعلومات في إطارها الأخلاقي والديني، حتى يتمكن الأبناء من الانتقال إلى مرحلة الشباب وهم يحملون منظومة أخلاقية سليمة.
التربية الجنسية والدين
أوضح الشيخ عطية أن التربية الجنسية لا تقل أهمية عن التربية الأخلاقية والدينية، وأن جميع هذه الجوانب تتكامل لبناء شخصية سوية ومتوازنة، قائًلا: "لا بد أن تدرك الأسر أن التربية الجنسية جزء من مسؤوليتها، وليست أمرًا محظورًا، بل هو واجب شرعي وأخلاقي".
وأشار إلى أن التوجيه الصحيح في هذه المسائل يسهم في الحد من العديد من الظواهر السلبية في المجتمع، مثل التحرش والانحرافات السلوكية، معتبرًا أن غياب الوعي التربوي في هذا الجانب يترك فراغًا قد تملؤه مصادر غير سليمة.

دعوة لإعادة النظر
اختتم الداعية حديثه بدعوة الأسر والمجتمع إلى إعادة النظر في أساليب التربية، مؤكدًا أن التربية الجنسية جزء من منظومة متكاملة تبدأ من الطفولة، وتستمر في كل مراحل الحياة، موضحًا أن الإسلام وضع أطرًا واضحة لهذه التربية، ينبغي الالتزام بها لحماية الأجيال وضمان نشأة سوية.
تصريحات الشيخ عطية تفتح الباب لنقاش مجتمعي أوسع حول أهمية إدماج التربية الجنسية في منظومة التربية الأسرية والدينية، بعيدًا عن الحرج، وبما يتفق مع قيم الدين الحنيف ومبادئ الأخلاق.