عاجل

خالد الجندي: الآية القرآنية حول أصحاب الكهف تعلمنا أدب التعامل مع الغيب

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الآية القرآنية "قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم" تحمل دلالات تربوية وأخلاقية عميقة، تعلّم الإنسان كيفية التعامل مع الغيبيات بعقلانية وأدب علمي رفيع.

أدب علمي ومنهجي 

وأوضح الجندي خلال حلقة خاصة من برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، أن ردّ أصحاب الكهف جاء متسمًا بالتواضع، حيث تحلوا بالحرص على عدم الجزم فيما لا يعلمون، واستخدموا عبارة "أو بعض يوم" بدلاً من الجزم بمدة مكوثهم، ما يعكس أدبًا راقيًا في التعامل مع الأمور الغيبية. وأضاف أن هذا الموقف يقدم نموذجًا فريدًا من الانضباط الفكري ويحثنا على التريث والتواضع عند إصدار الأحكام في الأمور المجهولة.

نقد ظاهرة الجزم واليقين 

وأشار الجندي إلى أن هذه الآية تعالج مشكلة منتشرة في المجتمعات المعاصرة، تتمثل في التسرع بالجزم واليقين في كل قضية دون ترك مساحة للشك أو الاحتمال، قائًلا: "مشكلتنا إن الواحد يقولك أقسم بالله كذا وكذا، معندناش احتمال... لازم يكون في احتمال في كلامنا"، موضحًا أن القرآن الكريم يدعونا إلى ترك باب الاحتمال مواربًا، وألا ندعي اليقين فيما لم نتحقق منه.

ولفت إلى أن القرآن الكريم، من خلال هذا الموقف، يقدم درسًا عمليًا في المنهج العلمي الرصين، الذي يحترم المجهول، ولا يتعدى حدوده بادعاء المعرفة المطلقة. وأضاف: "اللي مش عارف ما يفتيش... دي قاعدة قرآنية تربوية عظيمة".

مهارات التعامل مع المجهول

وتطرق الشيخ الجندي إلى موقف مشابه في القرآن الكريم، يتمثل في تعامل سيدنا سليمان مع غياب الهدهد، حيث لم يتسرع بالحكم عليه، بل أبقى الباب مفتوحًا لاحتمالات متعددة، قائلاً: "ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين"، ثم أعطاه فرصة ليبرر غيابه، موضحًا أن هذا الموقف القرآني يعزز فكرة التريث وعدم التسرع في إصدار الأحكام، واحترام مساحة المجهول والبحث عن الحقائق قبل اتخاذ المواقف.

وختم الجندي تصريحاته بدعوة الناس إلى الاقتداء بهذا النهج القرآني في حياتهم اليومية، خاصة في التعامل مع الأخبار والمعلومات التي تصلهم دون تحقق، قائلاً: "القرآن بيعلّمنا إزاي نتعامل مع المجهول... ومع الأسئلة اللي مش هتفيدنا... خليك دايمًا مهذب مع الغيب، ومع ربنا، ومع عقلك"، مؤكدًا أن هذه القيم ضرورية لمجتمع أكثر وعيًا وتسامحًا، وأقل اندفاعًا وخطأً في إصدار الأحكام.

العلاقات الاجتماعية في الدين

وأوضح أن الالتزام بهذا المنهج من شأنه أن ينعكس إيجابًا على العلاقات الاجتماعية، ويقلل من الخلافات الناتجة عن سوء الفهم والتسرع في اتهام الآخرين أو الحكم عليهم دون بيّنة.

تم نسخ الرابط