بايدن: ترامب يهدئ بوتين بالضغط على أوكرانيا
«بايدن» يحذر من تأثير سياسات «ترامب» على تاريخ العالم المعاصر

اتهم الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، إدارة الرئيس دونالد ترامب بممارسة ضغوط على أوكرانيا للتنازل عن أراضٍ لصالح روسيا، مشيرًا إلى أن ذلك يعد "استرضاء عصري" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال بايدن في أول مقابلة له منذ مغادرته البيت الأبيض، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، إن من يظن أن "بوتين" سيتوقف عن التوسع بمجرد حصوله على جزء من الأراضي الأوكرانية هو "أحمق ببساطة".
وأضاف "بايدن" أن "بوتين" يعتقد أن أوكرانيا "جزء من روسيا"، وأن أي تنازلات إقليمية من جانب كييف لن تؤدي إلا إلى مزيد من العدوان والتوسع الروسي في المنطقة. وتابع أن فكرة أن روسيا ستكتفي بمجرد التنازل عن بعض الأراضي الأوكرانية تتناقض مع الواقع الذي يعيشه بوتين، الذي يرى أن أوكرانيا جزء من مصالحه الاستراتيجية.
جاءت تصريحات "بايدن" هذه في وقت حساس، حيث كان يتزامن مع احتفالات دول الحلفاء بذكرى يوم النصر في أوروبا، الذي يحيي الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وفي سياق متصل، حذر "بايدن" من أن سياسات "ترامب" الخارجية قد "تغيّر التاريخ الحديث للعالم"، مشيرًا إلى أن تقاربه مع "بوتين" قد تكون له تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقات الدولية.

تحديات بايدن وانتقادات الجمهوريين
وواجه "بايدن" انتقادات بشأن تعامله مع الملف الأوكراني، وخاصة بعد قراره المفاجئ بالانسحاب من السباق الرئاسي قبل أقل من أربعة أشهر من الانتخابات المرتقبة في نوفمبر. وقد أُثيرت تساؤلات حول لياقته الذهنية بعد مناظرة متعثرة أغرقت الحزب الديمقراطي في أزمة.
وفي السياق ذاته، سخر ستيفن تشيونج، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، من المقابلة، وقال إن بايدن "فقد قدرته العقلية" وإن ظهوره الإعلامي الأخير "كان مؤسفًا".
أوكرانيا والضغوط الإقليمية
أقر بايدن خلال المقابلة بأن أوكرانيا وروسيا قد تضطران إلى التخلي عن بعض المناطق في نهاية المطاف، مشيرًا إلى أن العودة إلى حدود ما قبل عام 2014 قد تكون "غير واقعية"، وهو ما أكده وزير الدفاع بيت هيجسيث أيضًا.
وتشير تقارير إلى أن المقترحات الأمريكية الأخيرة تتضمن قبولًا ضمنيًا بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم ومناطق أخرى محتلة. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من جانبه، رفض هذه الطروحات، مما أدى إلى اتهامه من قبل ترامب بـ"إفساد مفاوضات السلام".
وفي موقف لافت، صرح عمدة كييف فيتالي كليتشكو الشهر الماضي بأن بلاده قد تضطر إلى التنازل مؤقتًا عن أراضٍ، محذرًا من أن بعض الدول الأوروبية قد تدفع أوكرانيا نحو تقديم "تسوية" ترضي موسكو.

فتور العلاقة مع زيلينسكي
تعمقت التوترات بين البيت الأبيض والرئيس زيلينسكي في فبراير، عندما طالب ترامب والسيناتور جي دي فانس الزعيم الأوكراني بإبداء "امتنان أكبر" للدعم الأمريكي خلال اجتماع مغلق. كما واصل ترامب انتقاد الدول الأوروبية بسبب "اعتمادها المفرط" على الحماية الأمريكية و"عدم إنفاقها الكافي" على الدفاع.
ومن جانبه، أدان بايدن طموحات ترامب المتعلقة بالسياسة الخارجية، مثل استعادة قناة بنما، وضم جرينلاند، وجعل كندا الولاية رقم 51، واعتبرها دليلاً على عقلية "توسعية وخطيرة".