استطلاع: أغلبية الأمريكيين يرون أن المساعدات الخارجية غير فعّالة

كشف استطلاع جديد أن أغلبية الناخبين الأمريكيين يعتقدون أن أغلب المساعدات الخارجية الأمريكية تفشل في الوصول إلى المستفيدين المقصودين، مما يغذي المخاوف بشأن الفساد وعدم الكفاءة الإدارية.
وجد الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة Public First لصالح صحيفة فاينانشال تايمز، أن ما يقرب من 60% من المستجيبين يتفقون مع العبارة القائلة بأن الأموال الإنسانية "تهدر على الفساد أو رسوم الإدارة"، في حين أن 12% فقط لا يتفقون معها.
تأتي هذه النتائج في وقت حرج بالنسبة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وهي مؤسسة تبلغ قيمتها 40 مليار دولار ولديها عمليات في أكثر من 100 دولة.
وتخضع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتدقيق مكثف منذ أن بدأ الملياردير إيلون ماسك، الذي يرأس وزارة كفاءة الحكومة (Doge) في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب، حملة عدوانية لخفض النفقات الحكومية.
حملة ماسك ضد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
وأوضح ماسك، الذي كان صريحًا بشأن نيته في إصلاح الإنفاق الحكومي، بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سوف "تخضع لآلة تقطيع الخشب". وقد جمد فريقه عقودًا بقيمة مئات الملايين من الدولارات وأوقف آلاف الموظفين في جميع أنحاء العالم.
على الرغم من بعض المقاومة من جانب المشرعين الجمهوريين الذين تستفيد ولاياتهم من الصادرات الزراعية إلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فقد اختار العديد من الديمقراطيين تجنب معركة سياسية حول مستقبل الوكالة.
كما حذر الاستراتيجيون الديمقراطيون البارزون، بما في ذلك ديفيد أكسلرود ورام إيمانويل، حزبهم من الدفاع بقوة عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بحجة أن القيام بذلك سيكون غير مفيد سياسياً بالنظر إلى المشاعر العامة. وصرح إيمانويل: "هذا ليس التل الذي سأموت عليه".
المفاهيم الخاطئة حول إنفاق المساعدات الأمريكية
كما سلط الاستطلاع الضوء على المفاهيم الخاطئة العامة المهمة حول حجم المساعدات الخارجية الأمريكية.
يعتقد أكثر من 20% من المستجيبين أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تمثل ما لا يقل عن 20% من الميزانية الفيدرالية، بينما في الواقع، تشكل المساعدات الخارجية ما يقرب من 1%. وقدر 20% آخرون الرقم بين 10% و20%.
استغل ماسك منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به (إكس) للتأكيد على عدم الكفاءة الملحوظة داخل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
عواقب خفض الميزانية وتجميدها
كان تجميد تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية له عواقب وخيمة على مبادرات المساعدات العالمية. تشير التقارير الصادرة عن مجموعة الضغط Accountability Lab إلى أن العشرات من المنظمات الشريكة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقترب من الإفلاس بسبب انقطاع التمويل.
بالإضافة إلى ذلك، كشف المفتش العام للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن ما يقرب من نصف مليار دولار من الأغذية والحبوب المزروعة في الولايات المتحدة قد تُركت لتفسد في الموانئ والمستودعات وسط ارتباك بشأن تجميد التمويل.
وتمتد الأزمة إلى المساعدات الطبية أيضًا. فقد حذر مجلس الصحة العالمية، وهي منظمة غير ربحية، من أن تعليق أكثر من مليار دولار من الأدوية واللقاحات وعلاجات سوء التغذية المتبرع بها يعرض حياة الناس للخطر في بعض المناطق الأكثر ضعفًا في العالم.