نتفليكس تُطلق ميزة فيديوهات قصيرة لمواجهة منافسة "تيك توك" و"إنستغرام"

أعلنت شركة "نتفليكس" عن اختبارها ميزة الفيديوهات القصيرة عبر تطبيقها للهواتف الذكية، في خطوة تهدف إلى تعزيز تنافسيتها أمام منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام ريلز"، وفقًا لتقرير نشرته "تك كرانش".
تفاصيل الميزة الجديدة:
تُعرض المقاطع ضمن موجز عمودي سريع التمرير، مع إمكانية الانتقال إلى المحتوى الكامل بنقرة واحدة.
تركّز المنصة على تقديم محتوى مُخصَّص من قسم "أفضل اختياراتك اليوم"، بدلًا من الاعتماد على مكتبتها الشاملة، لزيادة تفاعل المستخدمين.
تشمل الخيارات: إضافة المحتوى إلى القائمة المفضلة، أو مشاركته مباشرةً.
التوقيت والاستهداف:
يأتي الإعلان خلال أول مؤتمر تقني تنظمه "نتفليكس"، في إطار سعيها لجذب جمهور الهواتف الذكية الذي يُفضّل المحتوى السريع، خاصةً بعد تراجع حصص المنصات التقليدية لصالح التطبيقات القائمة على الفيديو القصير.
ومن المقرر طرح الميزة تدريجيًا لمستخدمي "أندرويد" و"iOS" عالميًا خلال الأسابيع القادمة.
تحديثات تصميمية وذكاء اصطناعي:
كشفت الشركة أيضًا عن: تعديل واجهة التطبيق على أجهزة التلفزيون، مع نقل أبرز الاختصارات (مثل "البحث" و"قائمتي") إلى موقع بارز.
وإضافة شارات تُبرز المحتوى الحائز على جوائز مرموقة كـ"إيمي".
وتحسين نظام التوصيات ليتكيّف مع تفضيلات المستخدمين الفورية، مثل تفاعلهم مع مقاطع دعائية أو بحثهم عن أعمال ممثلين محددين.
تُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لـ"نتفليكس" لتعزيز وجودها في سوق الفيديو القصير، بعد تجربة محدودة مع ميزة "ضحكات سريعة" عام 2021.

وتزامن الإطلاق مع دخول منصات مثل "Tubi" و"Peacock" نفس السوق، ما يُشير إلى تحول جذري في أولويات الصناعة نحو محتوى "الوجبات الخفيفة" الرقمية.
ويُتوقع أن تُعيد هذه الخطوة تشكيل ديناميكيات المنافسة، مع تركيز كبرى المنصات على دمج الترفيه السريع ضمن تجاربها لضمان ولاء المستخدمين.
جدير بالذكر أن نتفليكس هي واحدة من أكبر شركات البث الترفيهي عبر الإنترنت، وقد أحدثت ثورة في طريقة مشاهدة الناس للأفلام والمسلسلات التلفزيونية.
تأسست نتفليكس عام 1997 في كاليفورنيا، الولايات المتحدة، على يد ريد هاستينغز ومارك راندولف كمشروع لتأجير أقراص الـ DVD عبر البريد. لكن الشركة سرعان ما تحولت إلى نموذج الاشتراك الرقمي، مما غير مشهد صناعة الترفيه بالكامل.
في عام 2007، أطلقت نتفليكس خدمة البث المباشر عبر الإنترنت، مما أتاح للمستخدمين مشاهدة المحتوى عند الطلب بدون الحاجة إلى انتظار تسليم الأقراص.
ومع مرور السنوات، توسعت الشركة عالميًا، لتصل إلى عشرات البلدان، مقدمة مكتبة ضخمة من الأفلام والمسلسلات والعروض الوثائقية.
وكان لتوسعها الدولي أثر كبير في تغيير عادات المشاهدة حول العالم، حيث ساهمت في تقليل الاعتماد على التلفزيون التقليدي وأعادت تعريف مفهوم "المشاهدة بنهم".
بجانب كونها منصة للبث، أصبحت نتفليكس أيضًا واحدة من أهم المنتجين للمحتوى الأصلي، حيث أطلقت سلسلة من الإنتاجات الحصرية التي حققت نجاحًا كبيرًا مثل House of Cards وStranger Things وThe Crown وغيرها الكثير.
وحصل العديد من هذه الأعمال على جوائز عالمية، مما عزز مكانة الشركة كقوة رئيسية في صناعة السينما والتلفزيون.
اليوم، تستمر نتفليكس في توسيع خدماتها، مستكشفة تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات لتقديم تجربة مشاهدة أكثر تخصيصًا لمستخدميها.
كما تواجه تحديات متزايدة من المنافسين في مجال البث الرقمي، مثل ديزني بلس وأمازون برايم وهولو، لكنها لا تزال من بين الشركات الرائدة بفضل استراتيجياتها المبتكرة ونهجها المرن في التكيف مع تغيرات السوق.