أكرم القصاص يكشف دلالات زيارة الرئيس السيسي لـ اليونان في هذا التوقيت

أكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى اليونان، والتي تعد الخامسة منذ توليه الحكم، تحمل دلالات مهمة على قوة ومتانة العلاقات بين القاهرة وأثينا، معبرًا عن تقديره للتطور المستمر في مستوى التعاون بين البلدين.
وقال القصاص، في مداخلة هاتفية عبر قناة "النيل الإخبارية"، إن هذه الزيارة تأتي تتويجًا لمسار طويل من الشراكة الناجحة، مشيرًا إلى أنها تمثل خطوة نوعية نحو ترفيع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
عمق العلاقات الثنائية
وأوضح القصاص أن زيارة الرئيس السيسي تعكس الحرص المتبادل بين الجانبين على تعميق أطر التعاون، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه منطقة شرق المتوسط، فضلًا عن الرغبة في توسيع التعاون ليشمل مجالات جديدة تحقق مصالح الشعبين.
وأشار القصاص إلى وجود توافق واضح في الرؤى بين مصر واليونان في العديد من الملفات، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، موضحًا أن العلاقات الاقتصادية والتجارية شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، قائلاً: "هناك تعاون مثمر في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، والصناعة، بالإضافة إلى جهود مشتركة لمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط".
ونوّه بأن التعاون بين البلدين لا يقتصر على المبادلات التجارية، بل يمتد ليشمل التنسيق في ملفات إقليمية ذات حساسية، على رأسها القضية الفلسطينية، حيث يدعم البلدان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويؤكدان على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل.
اليونان بوابة المنتجات المصرية
واستعرض القصاص الأبعاد الاقتصادية للعلاقات الثنائية، مؤكدًا أن اليونان تمثل بوابة مهمة للمنتجات المصرية إلى السوق الأوروبية، بما يمنح الصادرات المصرية فرصة أكبر للوصول إلى أسواق جديدة؛ وفي المقابل، أشار إلى أن مصر تعد جسرًا استراتيجيًا لليونان نحو أسواق إفريقيا والدول العربية، ما يعزز من فرص التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين.
وأضاف: "هذا الدور المتبادل يعزز من مكانة البلدين كشريكين إقليميين، ويمنحهما ميزة تنافسية في الاستفادة من الفرص الاستثمارية في المنطقة".
العقبات وتعزيز التعاون
وأوضح القصاص أن اللجان العليا المشتركة بين مصر واليونان تواصل العمل على إزالة أية عقبات قد تعترض طريق التعاون الثنائي، مشيرًا إلى أنها تبذل جهودًا حثيثة لضمان رفع مستوى العلاقات إلى نموذج يحتذى به في التعاون بين الدول.
وقال القصاص: "العلاقات بين مصر واليونان تسير في مسار تصاعدي بفضل الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي البلدين، والعمل المؤسسي الذي تنفذه اللجان العليا لوضع الاتفاقيات موضع التنفيذ، وضمان استدامة التعاون".

آفاق أوسع للتعاون الإقليمي
وفي ختام تصريحاته، شدد القصاص على أن زيارة الرئيس السيسي لليونان تمثل رسالة واضحة بأن التعاون المصري اليوناني ليس مجرد تعاون ثنائي، بل هو جزء من رؤية أوسع لتعزيز الاستقرار والتنمية في منطقة شرق المتوسط، مؤكدًا أن هذا التعاون سيسهم في مواجهة التحديات المشتركة وفتح آفاق جديدة للشراكة الإقليمية والدولية.