الفاتيكان تتحول إلى منصة عروض.. الكرادلة يختارون البابا الجديد وسط أزياء مبهرة

في مشهد يجمع بين الرمزية الدينية وفخامة الطقوس، انطلقت مراسم المجمع المغلق في الفاتيكان، حيث يتجمع 133 كاردينالًا ناخبًا لاختيار البابا الجديد، وسط أجواء تزخر بالألوان والتقاليد العريقة، ما جعل من العاصمة الإيطالية وجهة غير متوقعة لعشاق الموضة والرموز البصرية اللافتة.
الفاتيكان يتحول إلى منصة عروض
في قلب هذه الطقوس، يبرز اللون القرمزي الذي يرتديه الكرادلة، وهو لون يرمز إلى دم المسيح، ويميزهم عن بقية رجال الدين ذوي الرتب الأدنى مثل الأساقفة، الذين يرتدون اللون الفوشيا. يتألف الزي الكاردينالي من ثوب طويل تتوسطه 33 زرًا، مغطى بعباءة دانتيلية بيضاء، وتعلوه عباءة قصيرة تُعرف بالموتزيتا، إضافة إلى الصليب الصدري، والقلنسوة الحريرية "الزوكيتو"، والقبعة المربعة "البيريتا".
ساحة القديس بطرس تتحول إلى لوحة فنية
في السادس من مايو، اكتظت ساحة القديس بطرس بالزوّار الذين عبّروا عن دهشتهم وانبهارهم بالمشهد. تقول السائحة البريطانية ستيفاني لينيل (56 عاماً): "الألوان المستخدمة والطقوس مذهلة بحق"، فيما أضاف مايكل أرشيبالد (54 عاماً): "مهما كانت ديانتك، لا يمكنك تجاهل عظمة الحدث"، لكن ليديا سبيزيا (75 عاماً)، رأت أن فهم هذه الطقوس يتطلب خلفية في التقاليد الكاثوليكية، مؤكدة: "بالنسبة لنا، هذا طقس مقدّس، وليس عرضًا مسرحيًا".
موكب من الألوان والرمزية الدينية
وفي موكب مهيب، توجه الكرادلة بعد ظهر الثلاثاء إلى كنيسة سيستين، تحت سقفها المزين بروائع مايكل أنجلو، للمشاركة في التصويت السري، شاركهم رجال الدين من الرتب الأدنى بأزيائهم الزاهية، فيما كان الحرس السويسري حاضراً بزيه الفريد الذي يضم ألوان عائلة ميديشي التاريخية – الأحمر والأزرق الداكن والبرتقالي والأصفر – مما أضفى مزيدًا من الألق على المشهد.
الهوية الكنسية بين الموضة والروحانية
الراهب الإندونيسي قيصر سيهومبينغ، البالغ من العمر 35 عامًا، عبّر عن توازن الكنيسة بين الجوانب البصرية والروحانية، قائلًا: "الأمر لا يتعلق بالملابس أو المكان، بل بالروحانية الكامنة في الطقس"، موضحة أن الزينة والاحتفال جزء أصيل من هوية الكنيسة الكاثوليكية.
علاقة الموضة بالدين
الموضة الكنسية ليست مجرد مظهر، بل وسيلة لترسيخ الهوية الدينية والتسلسلات الهرمية داخل المؤسسة الكنسية، كما بيّن أمين متحف متروبوليتان للفنون أندرو بولتون في معرض "الموضة والخيال الكاثوليكي" كما أن ملابس رجال الدين، رغم جذورها الدنيوية، تُعد من أبرز رموز السلطة والانتماء في تاريخ الكنيسة.