تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في غزة.. مجازر متتالية تستهدف المدارس والملاجئ

قال يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة، إنه في تطور ميداني خطير، شهد قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً واسع النطاق، تركز على استهداف مدارس تأوي نازحين فلسطينيين، لا سيما في المحافظتين الوسطى والشمالية، كما قصف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم مدرسة الكرامة بحي التفاح شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد تسعة مدنيين، قبل أن يعيد قصف المدرسة نفسها مجددًا خلال وجود فرق الدفاع المدني التي أكدت وجود أطفال أحياء تحت الأنقاض، لكن القصف الثاني أجبرهم على الانسحاب.
وأضاف خلال رسالة على الهواء مع أحمد أبو زيد، أنه في محافظة الوسطى، أعلنت مصادر طبية والحكومة الفلسطينية عن مجزرة أخرى في مدرسة أبو هميسة بمخيم البريج، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 34، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا الغارات على مدارس الإيواء إلى 49 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال، وتؤكد الصور والشهادات الميدانية أن خيام النازحين المنتشرة في ساحات المدارس باتت أهدافًا مباشرة، نتيجة عجز الفصول الدراسية عن استيعاب أعداد الهاربين من القصف.
سقوط ضحايا لا يزال مصير بعضهم مجهولًا
وتابع أن الغارات لم تقتصر على المدارس، بل امتدت إلى مناطق متفرقة من غزة، بما فيها محافظة خان يونس، حيث استشهد عشرة فلسطينيين في قصف منزلين، إضافة إلى استهداف مزارعين في البلدات الشرقية وإصابة عدد منهم بجراح خطيرة، كما استهدفت طائرات مُسيّرة شاباً في المنطقة الشرقية لمدينة غزة، ما أدى لاستشهاده على الفور، في حين استهدفت غارات جوية بلدة بيت لاهيا شمالاً، وأسفرت عن سقوط ضحايا لا يزال مصير بعضهم مجهولًا حتى الآن.
ومن ناحية أخرى، قالت دانا أبو شمسية، مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس، إن فصائل المقاومة الفلسطينية، أعلنت اليوم، أنها نصبت كمينًا محكمًا لقوة عسكرية إسرائيلية في محافظة رفح، جنوبي قطاع غزة، ما أسفر بحسب وسائل إعلام إسرائيلية غير رسمية عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود والضباط. هذه التطورات تأتي في وقت تؤكد فيه إسرائيل عزمها تحويل منطقة رفح إلى "منطقة آمنة" لتوسيع عملياتها العسكرية هناك، وهو ما يتناقض مع ما تشهده المنطقة حاليًا من اشتباكات عنيفة.
وأضافت خلال رسالة على الهواء مع أحمد أبو زيد، أنه بحسب المعلومات المتداولة على منصات عبرية غير رسمية أبرزها قنوات موجهة للمستوطنين على تطبيق "تليجرام"، فقد وُصف الحادث الأمني في رفح بـ"الخطير"، وسط تأكيدات بوجود خسائر بشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي نتيجة الكمين، وأفادت هذه المنصات أن ثلاث مروحيات عسكرية إسرائيلية شاركت في إجلاء المصابين والقتلى إلى مستشفيات داخل إسرائيل، ما يعكس حجم الهجوم الذي تعرضت له القوة العسكرية هناك.
وتابعت أنه وعلى الرغم من غياب إعلان رسمي من قبل جيش الاحتلال حتى اللحظة، إلا أن تأخر التصريحات يُعزى إلى بروتوكولات النشر العسكرية المتبعة لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، والتي تفرض رقابة مشددة على أي أخبار تتعلق بالخسائر في صفوف القوات، ورغم ذلك، تُعد هذه المنصات العبرية التي تناقلت الخبر ذات مصداقية، حيث أثبتت صحة رواياتها في حوادث مشابهة سابقة، خاصة في مناطق مثل حي الشجاعية وغزة الشمالية.