مدينة الفاتيكان
«اختيار البابا».. الكرادلة الكاثوليك يدخلون المجمع الانتخابي في الرابعة عصرًا

وسط أجواء من الترقب والسرية، يتوافد الكرادلة الكاثوليك في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية إلى العاصمة الإيطالية روما من مختلف أنحاء العالم، استعدادًا للدخول في مجمع انتخابي مغلق يُنتظر أن يُسفر عن اختيار البابا الجديد لخلافة البابا فرنسيس، الذي توفي الشهر الماضي.
الكرادلة الكاثوليك في الفاتيكان
وعلى مدار الأيام الأخيرة، شوهد الكرادلة، المعروفون بـ"أمراء الكنيسة" والذين يرتدون القبعات الحمراء، وهم يتنقلون بهدوء خارج أسوار الفاتيكان، يشاركون في لقاءات غير رسمية تضمنت حفلات عشاء في مطاعم إيطالية تقليدية وجلسات خاصة في غرف معيشة حول المدينة.
وقد انخرطوا في نقاشات عميقة بشأن الشخصية المثالية لقيادة الكنيسة الكاثوليكية، التي يبلغ عدد أتباعها نحو 1.4 مليار شخص حول العالم.

عند الساعة 4:30 عصرًا (14:30 بتوقيت غرينتش) من اليوم الأربعاء، من المقرر أن يبدأ الطقس الرسمي للمجمع الانتخابي، حيث يسير 133 كاردينالاً ممن تقل أعمارهم عن 80 عامًا في موكب مهيب نحو كنيسة سيستين داخل الفاتيكان، ترافقهم الترانيم والصلوات، إيذانًا ببدء عملية الاقتراع المغلقة.
وفي تعليق على خصوصية هذه الدورة من المجمع، قال ماركو بوليتي، الخبير في شؤون الفاتيكان ومؤلف كتاب "البابا فرنسيس بين الذئاب"، إن هناك تحولًا واضحًا في المشهد الكنسي.
وأوضح: "جنوب العالم يشق طريقه ويريد أن يُسمَع صوته. لم يعد مقبولاً أن يتم تحديد المشاكل من مركز العالم أو من نصفه الشمالي فقط".

رؤية البابا فرنسيس
ويُتوقع أن يكون هذا المجمع انعكاسًا لرؤية البابا فرنسيس، الذي كان حريصًا خلال فترة حبريته على توسيع رقعة الكنيسة عالميًا، إذ قام بتعيين 80% من الكرادلة المؤهلين للتصويت، ما أدى إلى تنوع غير مسبوق في الجنسيات، إذ يمثل الكرادلة المشاركون أكثر من 70 دولة.
وعلى الرغم من هذه الخلفية العالمية، فإن العديد من الكرادلة لم يسبق لهم أن التقوا وجهًا لوجه قبل هذا الأسبوع، ما يزيد من تعقيد المهمة التي تنتظرهم. ويقول محللون إن السؤال الجوهري الذي يواجههم هو ما إذا كان على الكنيسة مواصلة السير على نهج فرنسيس – البابا الذي دفع حدود التغيير إلى أقصاها دون أن يكسرها فعليًا.