عاجل

أصبحت صناعة التريندالحاكم الفعلي لعقول الجماهير فهو إدمان اللحظة… ونسيان الفكرة. لا يهم أن يكون الحدث مهمًا، أو أن يكون المحتوى هادفًا… المهم أنه “بيجيب مشاهدات”، و”يعمل تفاعل”.

هل سألنا  أنفسنا: من يصنع التريند؟ ولماذا نركض خلفه كأن عقولنا مربوطة بحبل رقمي؟

خلافًا لما يظنه البعض، التريند لا يولد من صدفة. كثير منه يُصنع داخل غرف مغلقة، في مكاتب تسويق وإعلام، حيث تُحدد القصص التي ستشتعل، والمشاهد التي ستُعاد نشرها، والنشطاء الذين سيوجهون الجمهور كقطيع إلكتروني.

قد يكون فيديو سخيف، تصريح مستفز، شائعة مفبركة، أو حتى “فضيحة مقصودة”… كل ما تحتاجه هو لحظة “تفاعل جماعي”، وبعدها يبدأ سحر الأرقام: يظهر في التوصيات، تكتبه المواقع، ويبدأ الناس في تداوله دون تفكير.

في عالم التريند، لا أحد يقرأ للنهاية، ولا أحد يسأل عن الحقيقة. المهم أن نضحك، نغضب، نلعن، أو نشارك… ثم ننتقل للتريند التالي وكأن شيئًا لم يكن.

وهكذا تتحول القضايا الجادة إلى “تريندات مؤقتة”، وتُقبر معانيها في زحمة التفاهة. بوستات  “الوعي” أصبحت سلعة، والنضال الرقمي مجرد لقطة مؤقتة في سباق للحصول على الدولارات 
من الممكن ان يكون التريند صوتًا للمظلوم، أو وسيلة ضغط فعالة… لكن مع الإفراط والتوجيه، يتحول إلى قيد ذهبي. نُحكم أنفسنا به، ونقيس قيمتنا بعدد المشاركات، ونخاف من السباحة عكس الموجة.

فلا تكن عبدًا لساعة الذروة فصناعة التريند أخطر من مجرد محتوى سريع… هي هندسة للرأي، وتشكيل للوعي، وتزييف للواقع. 
فكر، تحقق، ثم قرر إن كنت تستحق أن تكون متفاعلًا… أم مجرد مفعول به.

تم نسخ الرابط