سفير مصر لدى اليونان: العلاقات المصرية اليونانية تمتد بجذورها إلى عمق التاريخ

أكد السفير عمر عامر، سفير مصر لدى اليونان، أن العلاقات المصرية اليونانية تمتد بجذورها إلى عمق التاريخ، مشيرًا إلى أن هذه الروابط الوثيقة ليست مجرد علاقات سياسية أو اقتصادية، بل نابعة من علاقات شعبية وإنسانية عميقة تعزز من قوة الشراكة بين البلدين.
الجالية اليونانية بمصر
وأوضح عامر، خلال حواره مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" على قناة «المحور»، أن أحد أبرز أسباب متانة العلاقات بين مصر واليونان هو الجالية اليونانية الكبيرة التي كانت تعيش في مصر، خاصة في القرن الماضي. وقال: "كان لدينا جالية يونانية ضخمة يصل عددها إلى نحو 500 ألف شخص، عملوا في مجالات متعددة مثل تجارة القطن وصناعة الغزل والنسيج، ما عزز الترابط بين الشعبين".
وأضاف أن هذه الجالية تركت أثرًا لا يُمحى في المجتمع المصري، ولا تزال ذكراها حية حتى اليوم، مشيرًا إلى أن العديد من اليونانيين يتذكرون عائلاتهم وأقاربهم الذين عاشوا سنوات طويلة في مصر، وهو ما يجعل العلاقات بين البلدين تتسم بخصوصية شديدة ومودة متبادلة.

شراكة استراتيجية
وأكد السفير أن العلاقات بين مصر واليونان ليست فقط تاريخية، بل تطورت لتصبح علاقات استراتيجية تقوم على أسس واضحة من التعاون والتكامل، موضحًا أن هذا التعاون يمتد ليشمل مختلف المجالات، من التشاور السياسي المستمر إلى التعاون الاقتصادي والتجاري، مع قصص نجاح عديدة تشهد على قوة هذه الشراكة.
وأشار عامر إلى أن ما يميز هذه العلاقات هو الديناميكية الكبيرة التي تتمتع بها، ما يسهّل إضافة مجالات جديدة للتعاون بشكل دائم، مما يجعل هذه العلاقة نموذجًا مثاليًا للتعاون الثنائي والإقليمي بين الدول.
نموذج إقليمي ناجح
وتطرق عامر إلى الشراكة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، مؤكدًا أن هذه الآلية أضافت بُعدًا جديدًا للتعاون الإقليمي في شرق البحر المتوسط، قائًلا: "التعاون الثلاثي يمثل نقلة نوعية في العلاقات بين الدول الثلاث، ويعكس الرؤية المشتركة لتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة".
وأضاف أن هذا التحالف الإقليمي لم يقتصر فقط على الملفات السياسية والاقتصادية، بل امتد ليشمل التعاون في مجالات الطاقة، خاصة بعد اكتشافات الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، فضلًا عن التنسيق في قضايا الأمن الإقليمي.
علاقات تستشرف المستقبل
واختتم السفير حديثه بالتأكيد على أن العلاقات المصرية اليونانية تمضي قدمًا نحو مزيد من التطور والتكامل، بفضل الإرادة السياسية المشتركة بين قيادتي البلدين، مشددًا على أن هذه العلاقات تمثل نموذجًا يُحتذى به في كيفية بناء شراكات قوية تستند إلى تاريخ مشترك ورؤية مستقبلية واضحة، تحقق مصالح الشعوب وتعزز من استقرار المنطقة.