السفير عمر عامر: العلاقات المصرية اليونانية نموذج استراتيجي لتعزيز التعاون

أكد السفير عمر عامر، سفير مصر لدى اليونان، أن العلاقات بين القاهرة وأثينا تُعد واحدة من أقوى العلاقات الثنائية في المنطقة، مشيرًا إلى أنها تقوم على أسس تاريخية متينة تعكس عمق الروابط بين البلدين.
تتجدد برؤية حديثة
وأوضح عامر، خلال حواره مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" على قناة «المحور»، أن هذه العلاقات ليست وليدة اللحظة، بل تمتد لعقود طويلة، وتستند إلى تاريخ عريق يعرفه الجميع، قائًلا: "العلاقات المصرية اليونانية تقوم على القرب الجغرافي والمصالح المشتركة، ما يجعلها دائمًا في حالة تطور وتجدد وفقًا لمستجدات العصر".
وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت نقلة نوعية كبيرة في العلاقات بين البلدين، تمثلت في توسيع مجالات التعاون لتشمل التشاور السياسي، الاقتصاد، الاستثمار، والتعاون الفني والعسكري.
التعاون الاقتصادي
وتطرق السفير إلى الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الشراكة بين مصر واليونان، مؤكدًا أن العلاقات الاقتصادية تشهد طفرة غير مسبوقة، قائًلا: "لم يعد التعاون بين مصر واليونان مقتصرًا على الجوانب السياسية فقط، بل أصبح لدينا تعاون اقتصادي واستثماري متطور يخدم مصالح الشعبين".
وأضاف: "اللقاءات المستمرة بين مسؤولي البلدين والتفاهم المتبادل أسهما في جذب المزيد من الاستثمارات وفتح آفاق جديدة للتعاون في قطاعات متنوعة، من بينها الطاقة والنقل البحري".

مشروع الربط الكهربائي
وسلط عامر الضوء على واحد من أبرز المشروعات الاستراتيجية بين البلدين، وهو مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، واصفًا إياه بالمشروع الطموح الذي يحمل آفاقًا واسعة للتعاون المستقبلي، موضحًا: "المشروع يهدف إلى تصدير 3 جيجا وات من الطاقة الكهربائية النظيفة من مصر إلى اليونان عبر كابل بحري يبلغ طوله 1000 كيلومتر".
وأشار إلى أن هذا المشروع لا يخدم فقط مصالح مصر واليونان، بل يمتد تأثيره ليصل إلى أوروبا، حيث ستقوم اليونان بإعادة تصدير جزء من الطاقة المستوردة من مصر إلى السوق الأوروبية، ما يعزز أمن الطاقة ويجعل مصر لاعبًا محوريًا في مجال تصدير الطاقة النظيفة.
تعزيز الأمن الإقليمي
وأكد السفير أن الربط الكهربائي يعكس رؤية مصر الطموحة لتعزيز أمن الطاقة في المنطقة، وربط مصالحها الاقتصادية بأوروبا بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن المشروع سينفذ خلال السنوات القليلة المقبلة، وسيكون له تأثيرات إيجابية كبيرة على العلاقات المصرية الأوروبية.
واختتم عامر حديثه بالتأكيد على أن مصر واليونان ماضيتان بخطى ثابتة نحو تعميق التعاون الاستراتيجي في جميع المجالات، بما يعكس حرص القيادة السياسية في البلدين على بناء شراكة مستدامة تخدم شعبيهما وتساهم في استقرار وازدهار المنطقة بأسرها.