خاص| تحويل قبة السلطان قايتباي إلى مركز ثقافي ومعرض لوحات (تفاصيل)

تُعد منطقة صحراء المماليك، أحد أهم المناطق الأثرية، التي ترجع إلأى العصر المملوكي الجركسي، وتضم ما يقرب من 64 أثرًا مملوكيًا، واصطلح علماء الآثار، على تسميتها بوادي الملوك الإسلامي، حيث أن معظم ملوك وسلاطين دولة المماليك الجراكسة، تم دفنهم في تلك المنطقة.

خاص| تحويل قبة السلطان قايتباي إلى مركز ثقافي ومعرض لوحات عن تاريخ الأثر
وأحد أشهر آثار منطقة صحراء المماليك هي مجموعة السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي، والذي حكم مصر 29 عامًا متواصلة، نعمت فيها البلاد في عهدة بفترة استقرار تام، وشهد عهدة نهضة معمارية كبرى، ولعل أحد أهم نتائجها هي مجموعته المعمارية في صحراء المماليك والتي تتكون من، تضم المجموعة عدة منشآت تتمثل في مدرسة، وقبة ضريحية، وسبيل، وكتاب، ومقعد سلطاني، وحوض لسقاية الدواب وساقية، وربع لإقامة الصوفية.

القبة الضريحية
وقال مصدر مسؤول في وزارة السياحة والآثار، في تصريحات خاصة لنيوز رووم، إن مجموعة السلطان قايتباي خضعت لترميم امتد لسنوات، حيث تم الانتهاء من المقعد السلطاني للمجموعة، والذي تحول لمركز لخدمة أهالي المنطقة، لتعليمهم الحرف التراثية، كما تم الانتهاء من ترميم حوض الدواب، والساقية.
وعن أحدث ما تم الانتهاء من ترميمه في المجموعة، فهو القبة الضريحية، وهي مدفن السلطان قايتباي، وبها بعض المقتنيات النادرة، منها أثر قدم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأكد المصدر أنه سيتم إعادة توظيف القبة، لتتحول إلى مركز ثقافي ومعرض لوحات عن تاريخ الأثر والمنطقة المحيطة به، وهو ما سيساهم في خدمة شباب وأطفال المنطقة ورعاية مواهبهم.
مجموعة قايتباي
تم إنشاء المجموعة خلال الفترة من 877هـ/1472م إلى 879هـ/1474م بأمر من السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي، الأشرفي ثم الظاهري الجركسي الأصل، أحد حكام الدولة المملوكية خلال عصر المماليك الجراكسة، وقبل أن يعتلي كرسي السلطنة كان أحد أمراء السلطان الأشرف برسباي، ثم اشتراه السلطان الظاهر جقمق واعتقه، وترقى في المناصب خلال عهد الأشرف إينال ثم الظاهر خشقدم فالظاهر بلباي، ولما ولي الظاهر تمربغا عينه أتابكاً للعسكر «وزيرًا للدفاع».
ولما ثار خاير بك على الظاهر تمربغا، اتفق الأمراء على سلطنة قايتباي وبايعوه مُرغماً سلطاناً سنة 872هـ/1468م، ليصبح الخامس عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم بمصر والحادي والأربعين من ملوك الترك وأولادهم، وكان عمره آنذاك أربع وخمسين عاماً.
وُضع أساس المبنى في شوال 874هـ/أبريل 1470م وكان ذلك عقب وصول قايتباي إلى سُدة الحكم على عادة من سبقوه من السلاطين، أما تاريخ بدء الإنشاء الفعلي فكان في 877هـ/1472م، ونُقشت العديد من النصوص التاريخية على جدران المباني التي وضحت تاريخ الانتهاء من الأعمال الهندسية المختلفة.
على يمين ويسار المدخل في الواجهة الشمالية سجل التاريخ 877هـ (الموافق 1472م)، كما كتب على الحائط الجنوبي الشرقي والشمالي للإيوان الشرقي رجب 877هـ (الموافق ديسمبر 1472م)، وانتهى العمل بالصحن في رمضان 877هـ (الموافق فبراير 1473م)، أما الإيوان الغربي فانتهي العمل به في رجب 878هـ (الموافق ديسمبر 1473م)، وكذلك المقبرة انتهت في رجب 879هـ (الموافق ديسمبر 1474م)، وبالنسبة للمنبر فتم عمله في ربيع الأول 879هـ (الموافق أغسطس 1473م)، وافتتح المبنى بالكامل في رجب 879هـ (الموافق نوفمبر 1474م).
