عاجل

خاص| نكشف عن سبب فك مآذن «ميدان السيدة عائشة» وموعد إعادة التركيب

معاينة أحجار المئذنتين
معاينة أحجار المئذنتين

تُعد مسألة إعادة تركيب أحجار المئذنتين المطلتين على ميدان السيدة عائشة، وهما، السلطانية، ومئذنة قوصون، من الأمور التي تشغل الشارع الأثري في مصر، حيث يهتم المتابع للشأن الأثري بمعرفة كافة التفاصيل عن ذلك المشروع، الذي يعتبر من المشروعات الكبرى التي تقوم بها وزارة السياحة والآثار في الوقت الحالي. 

سبب الفك 

وعن الأسباب الداعية إلى فك الأثر حجرًا حجرًا، قال الدكتو جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، إن المآذن كانت تعاني من شروخ في البدن، بشكل رأسي وأفقي، والمراقب بالعين المجردة، كان من الممكن أن يرى ميولًا واضحًا في بدن المئذنة، وهو ما يهددها بالسقوط في أي وقت. 

نكشف عن سبب فك مآذن «ميدان السيدة عائشة» وموعد إعادة التركيب

وعليه فقد بدأت إدارة الترميم في وزارة السياحة والآثار، بترقيم الأحجار، وتوثيقها، كل حجر حسب الجزء الموجود فيه، إن كان أعلى المئذنة أو أوسطها، أو أسفلها، وإعطاء كل حجر رقم موثق، ثم بدء الفك، بالترتيب، ثم التشوين بنفس ترتيب الفك، ثم تأتي مرحلة إعادة البناء بعد ذلك. 

عملية إعادة التركيب

وكشف مصدر مسؤول في وزارة السياحة والآثار، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن عملية إعادة تركيب المئذنتين تجري على قدم وساق، حيث كلف قطاع المشروعات الوزارة، الشركة العربية للتصنيع، بتنفيذ المشروع، من خلال مهندسين معماريين، ومرممين متخصصين، حيث أن استشاري ترميم الشركة هو الدكتور غريب سنبل المتخصص في علم الترميم، كما أن استشاري الشركة المعماري هو الأستاذ الدكتور المهندس أحمد حشاد استشاري التربة والأساسات. 

وقد تم الانتهاء من عمل الخوازيق وتثبيت التربة لكلا المئذنيتن بنسبة 90%، وبعد الانتهاء من الخوازيق سيتم عمل لبشة خراسانية، وهي التي ستحمل قاعدة المئذنة، ثم بعد ذلك تتم عملية تركيب الأحجار مرة أخرى. 

حكاية المئذنة السلطانية

والمئذنة خاصة بضريح يعود إلى العصر المملوكي البحري، إلى عام 1530م، وهو المدفن المخصص للسيدة خوند أردوكين، وهي زوجة الإبن الأول للسلطان المنصور قلاوون، أحد أشهر سلاطين دولة المماليك البحرية. 

السيدة الأولى

وبعد وفاة السلطان المنصور قلاوون، صار الأشرف خليل، هو السلطان، وصارت “أردوكين” هي الخوند الكبرى، أو السيدة الأولى، وصارت معروفة بـ خوند أردوكين، وهذه الفتاة كانت مشهورة ببنت نوكيه، أو نوغيه، وهو والدها، وقد عرفنا اسم الوالد لتلك السيدة، من تجهيزات حفل ولادتها، فقد حملت أردوكين من الأشرف خليل، وقد أورد بدر الدين العيني، أن السلطان الأشرف خليل أمر المباشرين في دمشق، بكتابة اسمه على 100 شمعدان مكفت، و50 شمعدان ذهب، وغيرها أشياء كثيرة، استعدادًا لميلاد زوجته، بنت نوغيه. 

وكان الأشرف خليل يأمل أن تنجب له أردوكين ولدًا، ولكن شاء الله تعالى أن تنجب له ابنتين،  وفي عام 693 هـ، خرج الأشرف خليل للصيد فانقض عليه بعض أمراؤه فقتلوه وهو ابن الت 30 عاما، ثم تولى أخيه الناصر محمد بن قلاوون عرش البلاد، وكان عمره 8 سنوات، ولما بلغ مبلغ الرجال تزوج أرملة أخيه، أردوكين.

وعاشت أردوكين مع الناصر محمد، حتى ابتعد عنها، وأنزلها من القلعة، وسكنت بأخر حارة زويلة بدار عرفت "بدارخوند " نسبة إليها، وأنشأ لها تربة في القرافة عرفت بتربة (الست). 

وذكر المقريزي، رحبة خوند في آخر حاره زويلة، عرفت الآن بحارة خوند وهي الست الجليلة أردوكين بنت نوغية، وهي صاحبة التربة خارج القرافة، والمعروفة الآن بالتربة السلطانية.

تم نسخ الرابط