مؤتمر العلا يطلق المبادرة العربية العالمية لدعم تعافي الشرق الأوسط

أطلقت دول الشرق الأوسط وصندوق النقد الدولي ومؤسسات مالية عالمية كبرى، مبادرة غير مسبوقة لدعم الدول المتضررة من الصراع في المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على سوريا. 

وبحسب تقرير بلومبرج، تهدف المبادرة إلى تقييم الاحتياجات الإنسانية، وتعبئة المساعدات الدولية، وتنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي للمساعدة في التعافي بعد الصراع.

اجتماع رفيع المستوى في السعودية

استضافت وزارة المالية السعودية وصندوق النقد الدولي اجتماعًا حاسمًا، الأحد، جمع قادة التمويل الإقليميين، ووزير الخارجية السوري، وممثلين عن البنك الدولي، ومجموعة التنسيق العربية. 

وأكد الاجتماع، الذي عقد على هامش مؤتمر الأسواق الناشئة في العلا، على الحاجة الملحة لمعالجة الوضع الإنساني والاقتصادي المروع في سوريا.

وفقًا لبيان مشترك مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا ووزير المالية السعودي محمد الجدعان، اتفق المشاركون على تقييم احتياجات إعادة الإعمار الفورية في سوريا وتسهيل الدعم المالي الدولي. 

وأكد البيان على التزام جميع الأطراف بتجميع الموارد والخبرات لضمان عملية تعافي فعّالة ومستدامة.

وكانت تقارير البنك الدولي والأمم المتحدة، قد كشفت عن تكاليف قد تصل إلى 300 مليار دولار لإعادة الإعمار، وهو ما يفوق الناتج المحلي للبلاد حتى قبل اندلاع الحرب. وكان وزير المالية السوري محمد أبازيد، أشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي تقلص من 60 مليار دولار قبل 2010، إلى "أقل من 6 مليارات دولار في 2024".

التحول السياسي في سوريا والخطوات المستقبلية

جرت المناقشات على خلفية الاضطرابات السياسية الكبيرة في سوريا، حيث أطيح بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي، في أعقاب هجوم كبير شنته قوات المعارضة.

وإدراكًا لتعقيد الموقف، قرر المشاركون في الاجتماع تشكيل مجموعة تنسيق غير رسمية للإشراف على توزيع المساعدات وجهود التعافي .. ومن المتوقع إجراء المزيد من المناقشات وتحسينات المبادرة في اجتماعات لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمقرر عقده أبريل المقبل في واشنطن.

وتمثل هذه المبادرة جهدًا بارزًا لإعادة بناء سوريا التي مزقتها الحرب وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الأوسع، والاستفادة من التعاون الدولي لتعزيز التعافي الاقتصادي الطويل الأجل والإغاثة الإنسانية.