الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لمطار "صنعاء" في اليمن

في تطور لافت وغير معتاد، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا "عاجلًا" يطالب فيه بإخلاء مطار صنعاء الدولي في اليمن على الفور، في سياق تصعيد متزايد مع جماعة الحوثي.

ويأتي الإنذار في أعقاب غارة إسرائيلية مشتركة مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية على عدة أهداف في اليمن، إذ وصفت بأنها أكبر غارة إسرائيلية على اليمن منذ بداية الحرب في غزة. 

الجيش الإسرائيلي يطلق تحذيرًا عاجلًا بشأن مطار صنعاء

وجاء التحذير عبر منشور نُشر على منصة إكس، من قبل المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، حيث قال: "ندعوكم لإخلاء منطقة المطار فورًا، ونُحذر جميع من حولكم بضرورة إخلاء هذه المنطقة فورًا". 

وأضاف أدرعي أن "عدم الإخلاء والابتعاد عن المنطقة يُعرّضكم للخطر"، في رسالة مباشرة إلى من يتواجدون في محيط المطار أو يعملون فيه.

ويُعد هذا التحذير العلني الموجه للمدنيين في اليمن من قبل الجيش الإسرائيلي سابقة نادرة، ويعكس تصعيدًا في طبيعة المواجهة مع جماعة الحوثي، التي كثفت في الآونة الأخيرة من هجماتها على أهداف إسرائيلية، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة.

الغارة الإسرائيلية على اليمن

ويأتي هذا التحذير بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية ليلية على أهداف تابعة للحوثيين في الأراضي اليمنية، وذلك ردًا على الهجمات المتكررة التي تنفذها الجماعة ضد إسرائيل. 

وكان آخر تلك الهجمات غارة بطائرة مسيرة استهدفت مطار بن جوريون الدولي يوم الأحد، في محاولة واضحة لتوسيع نطاق الصراع وزعزعة الأمن داخل العمق الإسرائيلي.

وتشير هذه التطورات إلى مرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية التي بدأت تتسع رقعتها منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، إذ باتت إسرائيل تتعامل عسكريًا مع تهديدات مصدرها دول خارج نطاق الصراع التقليدي، مثل اليمن، مما يعكس تعقيد المشهد الإقليمي وتشابك ساحات المواجهة.

الصاروخ الحوثي بمطار بن جوريون

سقط صباح يوم الأحد صاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي اليمنية، في محيط مطار بن جوريون الدولي قرب تل أبيب، ما أسفر عن إصابة ستة أشخاص بجروح وصفت بأنها غير خطيرة. وأثار الانفجار - الذي وقع في بستان أشجار مجاور لطريق الوصول المؤدي إلى مبنى الركاب الرئيسي رقم 3، حالة من الذعر بين المسافرين والعاملين في المطار، خاصة أنه وقع على مسافة لا تزيد عن بضع مئات من الأمتار من برج المراقبة الجوية.

وأفادت مصادر في الجيش الإسرائيلي بأن أنظمة الدفاع الجوي حاولت اعتراض الصاروخ في أكثر من مناسبة خلال تحليقه، لكنها لم تنجح في إسقاطه، مما أدى إلى سقوطه ضمن نطاق المطار. ويعد هذا الهجوم أول مرة تسقط فيها قذيفة حوثية مباشرة داخل محيط مطار بن جوريون، في تطور خطير يعكس تصعيدًا في مدى وجرأة الهجمات التي تشنها الجماعة من اليمن على أهداف إسرائيلية. 

وكشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن نظام الدفاع الجوي "حيتس" (آرو)، المصمم خصيصًا لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، أخفق في التصدي للصاروخ الحوثي، كما فشل كذلك النظام الأمريكي "ثاد" الذي يعمل ضمن شبكة الدفاع الجوي متعددة الطبقات. 

من جهة أخرى، أوضحت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" تفاصيل الإصابات التي وقعت جراء الانفجار، مشيرة إلى أنها تراوحت بين إصابات جسدية طفيفة وتأثرات نفسية ناجمة عن الصدمة.