إبداع نوبي يزين جداريات أسوان ويبرز دور المرأة النوبية ( فيديو)

قالت مها جميل الفنانة التشكيلية ، أن في قلب مدينة أسوان، حيث تلتقي الطبيعة الخلّابة بالتراث الأصيل، تُزيّن جدران المدينة برسوماتي الملوّنة التي تحكي قصص الثقافة النوبية العريقة.
من الجامعة إلى الشوارع
واضافت مها جميل، في مداخلة هاتفية لقناة "النيل للأخبار" ، بدأت رحلتي الفنية من الجامعة ، حيث التقيت بزميل دراسة الذي ألهمها بفكرة تحويل الفن من لوحات ورقية إلى جداريات ضخمة تتفاعل مع المجتمع وتجذب الأنظار، مضيفه كنا في الكلية نفس الدفعة ، وكان زميلي يرى فيّ طاقة كبيرة،حيث قال لي: " لماذا لا نصنع شيئًا يفيد المجتمع كله بدلًا من أن يقتصر على الكلية؟' فاقترح أن نرسم الثقافة النوبية على الجدران، مثلما يفعل الفنانون في الخارج".
و تابعت: في عام 2010، قررت أن أخطو هذه الخطوة الجريئة ، ولقد توجهت إلى محافظة أسوان وقدمت طلبًا رسميًا لبلدية المحافظة، وبعد الموافقة، بدأت برسم أولى جدارياتها بمساعدة زملائي الفنانين.
و أكملت : واجهت تحديًا كبيرًا في مجتمع محافظ، حيث كان عمل الفتاة في الشارع أمرًا غير مألوف ففي البداية، كان الناس لا يرونني لأنني كنت أعمل مع مجموعة من الشباب، لكن بعد عام، لاحظوا أني ارسم بنفسي فتعجبوا: كيف لبنت أن تعمل في الشارع و لكن مع الوقت، تقبلوا الفكرة وأصبحوا يشجعونني.

و أكدت مها جميل ، لم تكن الجداريات مجرد رسومات عابرة، بل حملت رسالة ثقافية واجتماعية، ولقد حرصت على إبراز الطابع النوبي في أعمالي، مستلهمةً الألوان الترابية كالأصفر والأزرق، والتي تعكس طبيعة الصحراء والنيل، كما ركزت على دور المرأة النوبية، التي تُعدّ العمود الفقري في الثقافة النوبية، سواء في الاحتفالات أو في تزيين المنازل.
من التطوع إلى الاحتراف
وقالت بداية المشروع كان تطوعي ثم تحوّل إلى عمل احترافي يُدرّ دخلاً ماديًا، لنا "كنا نرسم بشكل تطوعي في البداية، ثم لفتنا انتباه أصحاب الفنادق والمشاريع السياحية، فعرضوا علينا العمل بمقابل مادي، مما ساعدنا على تطوير مهاراتنا وتحويل الفن إلى مصدر رزق" .
واختتمت حديثها برسالة إلى كل شاب وفتاة طموح، قائله "إذا كنت تمتلك موهبة، فلا تتردد في استغلالها لخدمة مجتمعك،و ابدأ بخطوة صغيرة، وسيُفتح لك أبواب لم تكن تتخيلها" .

اليوم، تُشارك مها في تزيين الفنادق والمقاهي بالطراز النوبي، كما تُنظم ورش عمل لتعليم الشباب والأطفال فن الرسم الجداري، لإحياء التراث النوبي وإشراك المجتمع في الحفاظ على هويته.
تُعدّ مها جميل نموذجًا للفنانة الملتزمة بتراثها، والتي استطاعت تحويل شغفها إلى مشروع ناجح يجمّل المدينة ويحفظ هويتها،فقد أثبتت أن الفن ليس مجرد لوحات، بل أداة لتغيير المجتمع وربط الماضي العريق بالحاضر المشرق.