خبير سوداني: انتقلنا لـ"الحرب العمياء" والمسيرات هدفها التدمير والضغط النفسي

يرى الخبير السوداني اللواء الدكتور أمين إسماعيل مجذوب، خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية، أن الحرب في السودان الآن انتقلت إلى ما يُعرف بـ"الحرب العملياء"، محذرًا من حدوث مزيد من الأضرار خلال الفترة المقبلة.
انتقال الحرب في السودان إلى فصل جديد
وقال اللواء الدكتور أمين إسماعيل مجذوب، إنه من الواضح أن الحرب انتقلت الآن إلى حرب المسيرات وهي ما تُعرف بالحرب العملياء؛ باعتبار أن القصف يتم بالمسيرات لمناطق الخدمات والمواقع العسكرية كما حدث في نيالا وبورتسودان، وبالتالي تغيرت استراتيجيات وتكتيك الحرب في السودان.
وأضاف الخبير السوداني في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "المسيرات تعطي أبعاد تكتيكة خطيرة باعتبار أنها لا تؤمن الأرض، يوجد جيوش أو قطاعات أرضية تؤمن أهداف على الأرض، إنما المسيرات هدفها التدمير ومسألة ضغط نفسي، وبالتالي يبدو أننا في فصل جديد من فصول الحرب في السودان".
وأوضح خبير إدارة الأزمات، أن الفصل الأول في الحرب بدأ بالحصار في المناطق الوسطى والعاصمة الخرطوم، ثم بدأ فصل العمليات الهجومية من جانب الجيش السوداني، وبدأ الفصل الثالث بالهجوم على المناطق الميدانية، ثم بدأ الآن الفصل الرابع هو حرب المسيرات.
المتوقع في المستقبل حسبما يرى "مجذوب"، هو أن يتم زيادة استخدام المسيرات من جانب قوات الدعم السريع، وبالتالي حدوث مقاومة من جانب الجيش السوداني واستخدام سلاح الطيران في المناطق التي يستخدمها الدعم السريع كقواعد أو كمخازن للأسلحة أو حتى خطوط إمداد من دول الجوار الغربية أو الجنوبية، مضيفًا: "متوقع أيضًا أن يكون هناك تدخلًا إقليميًا واضحًا بدعم الدعم السريع بالأجهزة الحديثة والمسيرات وهذا يؤدي إلى تصاعد الحرب وإضرار كبير في البنية التحتية السودانية والإضرار بالشعب السوداني".
وأشار الخبير الاستراتيجي، إلى أن الشعب السوداني الآن يُعاني من ضوائق اقتصادية ومعيشية وإنسانية لعدم توافر الطعام والاحتياجات الإنسانية للنساء والأطفال وبالتالي تزداد الضغوط على الشعب، لافتًا إلى أن من مسألة إيقاف الحرب تستلزم مسارين، الأول؛ مسار عسكري لديه تحسباته وزمنه وعوائقه، والثاني؛ مسار سياسي لديه تحسباته وزمنه وتكتيكياته واستراتيجياته وأيضًا لديه عوائقه، وبالتالي يتم دائمًا حساب تقدير موقف وطني تقدير موقف استراتيجي لاختيار أحد المسارين الأنسب ليخوض هذه الحرب في السودان.
انفجارات في بورتسودان وإدانة مصرية
وشهدت مدينة بورتسودان، صباح اليوم الثلاثاء، تصاعدًا حادًا في التوتر، حيث أفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات قوية واندلاع حرائق متعددة في مناطق متفرقة من المدينة، ولا تزال الأسباب الدقيقة للانفجارات غير واضحة، ما يزيد من حالة الغموض والقلق في أوساط السكان، وتصاعدت أعمدة دخان داكنة من محيط الميناء البحري الرئيسي في السودان، الواقع في المدينة التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين.
ومن جانبها، أدانت مصر واستنكرت بأشد العبارات الاستهداف المكثف الذي تعرضت له المنشآت والبني التحتية في بورتسودان، وشددت على خطورة التصعيد الأخير وتأثيره شديد السلبية على جهود وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية للمحتاجين في السودان، مجددة رفضها القاطع لأي استهداف للمنشآت المدنية بالمخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني، الأمر الذي يضر بمقدرات الدولة والحياة اليومية للمواطنين.