ذبحت أضحيتي قبل العيد خوفًا من نفوقها.. هل تُحتسب؟ دار الإفتاء تُجيب

أثار سؤال من أحد المواطنين جدلًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما توجه إلى دار الإفتاء المصرية يستفسر عن حكم ذبح شاة الأضحية قبل حلول عيد الأضحى، بعد أن أكلت الشاة فوق طاقتها وأشرفت على الهلاك، فقام بذبحها قبل نفوقها خوفًا من تلفها، ووزع لحمها على الفقراء، متسائلًا هل تعد أضحية شرعية أم مجرد صدقة؟.
الذبح قبل صلاة العيد لا يعد أضحية
أوضحت دار الإفتاء المصرية، في فتوى نشرتها عبر موقعها الرسمي، أن الأضحية لا تكون إلا بذبح الحيوان بعد أداء صلاة العيد، وهو ما استقر عليه الحكم الشرعي المستند إلى نصوص الكتاب والسنة، والإجماع الفقهي، موضحًا أن ما فعله السائل يُعد عملًا صالحًا ومشروعًا في ذاته، لكنه لا يُصنف شرعًا على أنه أضحية، بل يُعد صدقة يؤجر عليها.
وأضافت: "الأضحية سنة مؤكدة في حق المسلمين المستطيعين، ويجب أن يتحقق فيها شرط الذبح في الوقت المحدد شرعًا، أي بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس ثالث أيام التشريق، ومن ذبح قبل الصلاة، كما في حالة السائل، فإن الذبيحة تُعتبر صدقة وليست أضحية".
القرآن والسنة يحددان وقت الأضحية بدقة
استندت دار الإفتاء، في توضيحها إلى قول الله تعالى في سورة الكوثر: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾، مشيرة إلى أن الأمر بالذبح جاء بعد الصلاة، كما نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم»، وهو حديث صحيح رواه أبو داود، يبين أن من ذبح قبل صلاة العيد فإن نسكه لا يُعد أضحية.
وأشارت الافتاء، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي بنفسه، ويذبح بيده الشريفة، وقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما"، وهو حديث متفق عليه بين البخاري ومسلم.
الفرق بين الأضحية والصدقة في هذا السياق
توضح دار الإفتاء، أن هناك فرقًا بين نية الأضحية وشروط تحققها، وبين الصدقة التي تكون تبرعًا بلحم الذبيحة أو الطعام للفقراء. فإذا نوى المسلم الأضحية، ثم تعينت لديه بذبيحة معينة، ثم أصابها مرض أو خطر الموت قبل يوم النحر، فذبحها ووزعها على المحتاجين، فإن ذلك يُعد من الصدقات، لا من الأضاحي، ويُرجى له الأجر والثواب، لكنه لا يُعفى من الأضحية إن كان قادرًا على شراء أخرى واللحاق بوقت الذبح الشرعي.
متى تكون الأضحية صحيحة شرعًا؟
يشترط لصحة الأضحية في الإسلام عدة أمور، أبرزها:
- النية: أن يبتغي المسلم بها وجه الله ويتقرب إليه.
- الوقت: بعد صلاة عيد الأضحى وحتى غروب شمس ثالث أيام التشريق.
- السن المحدد: أن تكون الشاة أو الماعز أتمت سنة، والبقر أتم سنتين، والإبل أتمت خمس سنوات.
- السلامة من العيوب: يجب ألا تكون الأضحية عوراء أو عرجاء أو مريضة أو هزيلة لا تُغني.
- توزيع اللحم: يُستحب تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: ثلث للفقراء، وثلث للهدية، وثلث لأهل البيت.
هل على من ذبح قبل العيد ذبيحة أخرى؟
إذا كانت الشاة التي ذُبحت قبل العيد قد تم تخصيصها سابقًا كأضحية، وتلفت دون تفريط، فليس على صاحبها ذنب، وليس مطالبًا بذبيحة بديلة، خاصة إن كان غير قادر ماليًا. أما إن كان ميسورًا وقادرًا، فإن الأفضل في حقه أن يُعيد الذبح خلال الوقت الشرعي لضمان الأجر الكامل وتحقيق السنة المؤكدة.