أنجولا وغينيا الاستوائية ضمن الخيارات
الولايات المتحدة تسعى إلى إبرام اتفاقيات ترحيل اللاجئين "مع دول بعيدة"

تواصلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع "دول بعيدة عن الولايات المتحدة" للمساعدة في جهود الترحيل الجماعي، حيث طلبت من دول مثل أنجولا وغينيا الاستوائية قبول المهاجرين الذين ليسوا من مواطنيها، وفقًا لوثائق فيدرالية داخلية حصلت عليها شبكة CBS News.
وتشكل هذه المحادثات جزءا من حملة دبلوماسية مكثفة تشنها إدارة ترامب لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول -بما في ذلك الدول التي لديها سجلات مثيرة للجدل في مجال حقوق الإنسان- باستقبال المرحلين من الولايات المتحدة، مثل المهاجرين الذين ترفض بلدانهم الأصلية إعادتهم.
اتفاقات إدارة ترامب مع دول بعيدة لترحيل المهاجرين
خلال الفترة الماضية، أبرمت الإدارة الأمريكية اتفاقيات مع عدة دول في أمريكا اللاتينية مستعدة لاستقبال مهاجرين من غير مواطنيها.
في فبراير، رحّلت الولايات المتحدة مئات المهاجرين الأفارقة والآسيويين إلى كوستاريكا وبنما. وفي مارس، أرسلت إدارة ترامب ما يقرب من 300 فنزويلي متهمين بالانتماء إلى عصابات إلى السلفادور، حيث سُجنوا في سجن ضخم سيئ السمعة.
أيضًا، وافقت جواتيمالا على استقبال المرحلين من دول ثالثة من الولايات المتحدة.
كما تستقبل الحكومة المكسيكية، بموجب اتفاق سبق فترة ولاية ترامب الثانية، مهاجرين من دول أمريكا اللاتينية الأخرى، مثل فنزويلا، الذين تم القبض عليهم وهم يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
لكن خلف الكواليس، كانت إدارة ترامب تتفاوض مع دول خارج نصف الكرة الغربي لإرسال المهاجرين إلى أماكن تبعد آلاف الأميال، عبر المحيط الأطلسي، إلى أماكن في أفريقيا وأوروبا.
وتشمل دول نصف الكرة الشرقي التي حددتها إدارة ترامب كدول قد تقبل ترحيل مواطني دول ثالثة، مثل أنجولا، وبنين، وغينيا الاستوائية، وإسواتيني، وليبيا، ومولدوفا، ورواندا ، وفقًا لوثائق حكومية داخلية ومسؤولين.
لكن في الواقع، لم تُعلن الولايات المتحدة بعد عن أي اتفاقيات رسمية مع هذه الدول.

ترتيبات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين
وفق تقرير CBS News، ليس واضحًا من سيُرحَّل تحديدًا إلى دول ثالثة في حال إتمام ترتيبات الترحيل.
لكن كما تُظهر وثائق حكومية داخلية، إحدى الأفكار المطروحة هي أن تستخدم الولايات المتحدة هذه الاتفاقيات لترحيل أعضاء مُشتبه بهم في عصابة "ترين دي أراجوا" الفنزويلية، التي حوّلها ترامب إلى محورٍ رئيسي في حملته على الهجرة غير الشرعية.
كما أشار التقرير إلى أن "كيفية معاملة الحكومات غير التابعة لها للمُرحَّلين هي مسألةٌ مفتوحة".
يقول: "على سبيل المثال، في إطار اتفاقها مع السلفادور، وافقت الولايات المتحدة على منح الحكومة السلفادورية ملايين الدولارات لاحتجاز الفنزويليين الذين يُعتبرون أعضاءً في حركة ترين دي أراجوا".
ونقل التقرير عن ممثل عن سفارة غينيا الاستوائية إن "السفارة لا علم لها بأي محادثات من هذا القبيل بين الحكومتين".

حلول لمشكلات الهجرة غير الشرعية
في السنوات الأخيرة، سعت الدول الغربية التي تعاني من أزمات الهجرة وردود الفعل السياسية المصاحبة لها إلى إبرام اتفاقيات دبلوماسية تسمح لها بإعادة توجيه المهاجرين وطالبي اللجوء إلى دول ثالثة.
وأقنعت إدارة ترامب الأولى السلفادور وجواتيمالا وهندوراس بتوقيع اتفاقيات "دولة ثالثة آمنة" التي سمحت للولايات المتحدة بتحويل المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك إلى تلك الدول؛ على الرغم من أن صفقة واحدة فقط تم تنفيذها قبل إلغائها من قبل إدارة بايدن.
وفي عام 2022، توسطت المملكة المتحدة في اتفاقية "دولة ثالثة آمنة" مع رواندا، إلا أنها أُلغيت في نهاية المطاف وسط جدل حاد وتحديات قانونية.
وبموجب اتفاقية أخرى، وافقت ألبانيا على استضافة مهاجرين محتجزين في إيطاليا، إلا أن القضاة عرقلوا هذه الجهود جزئيًا.
وفي أبريل، أصدرت محكمة حكما يحظر على إدارة ترامب إرسال المرحلين إلى دولة ثالثة دون إبلاغهم بالوجهة والسماح لهم بالخضوع للفحص بحثا عن أي مخاوف لديهم بشأن تعرضهم للأذى هناك.
وأثناء وقوفه إلى جانب ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض ، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إدارة ترامب "تبحث بنشاط عن دول أخرى لاستقبال الأشخاص من دول ثالثة".
وقال روبيو: "نعمل مع دول أخرى لنقول: نريد أن نرسل إليكم بعضًا من أكثر البشر دناءةً إلى بلدانكم. هل ستفعلون ذلك كخدمة لنا؟ وكلما ابتعدنا عن أمريكا، كان ذلك أفضل".