ما هو سجود السهو وأسبابه وأنواعه ومتى يؤدى؟.. الإفتاء توضح
في لحظاتٍ من السهو أو الغفلة، قد يخطئ المصلي دون أن يدرك، فيزيد ركعة، أو ينسى واجبًا، أو يحتار في عدد الركعات التي أتمها. ومع أن الصلاة ركن الإسلام الأعظم بعد الشهادتين، إلا أن الإسلام، برحمته وتيسيره، لم يجعل الوقوع في الخطأ سببًا لبطلانها، بل شرع علاجًا بسيطًا وعميق الأثر، يُعرف بـ”سجود السهو”.
ما هو سجود السهو؟
هو سجدتان يؤديهما المسلم في نهاية صلاته، سواء قبل التسليم أو بعده، بقصد جبر الخلل الذي طرأ أثناء الصلاة. وهو من السنن المؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي واظب عليها عندما سهى في صلاته، لتكون تشريعًا دائمًا للمسلمين من بعده.
أنواع وأسباب سجود السهو
تتعدد أسباب سجود السهو إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
1. الزيادة: كمن زاد ركعة سهوًا أو قام إلى خامسة في صلاة رباعية.
2. النقص: كنسيان التشهد الأوسط، أو نسيان أحد الأركان والعودة إليه لاحقًا.
3. الشك: كأن يشك المصلي في عدد الركعات، ولا يدري هل صلى ثلاثًا أم أربعًا.
وفي حالة الشك، يُبنى على اليقين، وهو الأقل، ثم يُكمل الصلاة ويسجد للسهو.
متى يُؤدى سجود السهو؟
يتحدد توقيت سجود السهو حسب السبب:
• إذا كان السبب نقصًا في الصلاة، فالسجود يكون قبل التسليم.
• إذا كان السبب زيادة، فالسجود يكون بعد التسليم.
• وإذا اجتمع الشك مع غلبة الظن، فالأرجح أن يكون بعد التسليم أيضًا.
ما يقال في سجود السهو
وأما سجود السهو فيأتي فيه بذكر سجود الصلاة أيضًا، واستحب بعض أهل العلم أن يقال فيه: "سبحان من لا ينام ولا يسهو" إن كان سجوده للسهو بسببٍ غير متعمد، فإن كان متعمدًا فاللائق به الاستغفار.
هل يبطل تركه الصلاة؟
اتفق الفقهاء على أن سجود السهو سنة مؤكدة، وليس فرضًا، لكن تركه مع العلم والقدرة يُعد تفريطًا، خاصة إذا كان السهو متعلقًا بركن من أركان الصلاة.
يبقى سجود السهو رسالة إيمانية وروحية للمسلم، بأن الكمال ليس شرطًا لقبول العمل، بل النية الخالصة والحرص على التصحيح والتوبة، هي ما يقربه من الله. فهو درس في التواضع، واليقظة، ومحاسبة النفس، حتى في أدق تفاصيل العبادة.
