أمين الفتوى: زيارة الأضرحة والقبور مستحبة ويجب الالتزام بآدابها

في حديث تلفزيوني جديد، قدّم الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، توضيحات مهمة حول حكم زيارة الأضرحة والقبور في الإسلام، مؤكدًا أنها من الأعمال المستحبة وليست مسألة تحريم أو تحليل مطلق.
استناد شرعي
خلال مداخلته في برنامج "فتاوى الناس"، الذي يقدمه الإعلامي مهند السادات عبر قناة الناس، أوضح الشيخ وسام أن زيارة القبور جاءت بتوصية مباشرة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استنادًا إلى الحديث الشريف: "زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة"، لافتًا إلى أن هذا الحديث يُعد أصلًا شرعيًا صريحًا في تفضيل زيارة القبور باعتبارها وسيلة لتذكير المسلم بالموت والدار الآخرة.
وأضاف الشيخ وسام أن زيارة الأضرحة لا تقتصر على قبور الأولياء والصالحين فحسب، بل تدخل ضمن الإطار العام لزيارة القبور عمومًا، مؤكدًا أن زيارة قبر أي مسلم مستحب شرعًا، إلا أن الزيارة تكتسب طابعًا أشد استحبابًا عندما يتعلق الأمر بقبور آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين لهم فضل كبير في خدمة الدين.
الصوت واستقبال القبر
وشدد أمين الفتوى على أهمية الالتزام بآداب زيارة القبور، موضحًا أن من أبرز هذه الآداب خفض الصوت وعدم الانشغال بأحاديث دنيوية أثناء الزيارة. كما أشار إلى ضرورة بدء الزيارة بالسلام على الميت بقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وأن يكون الزائر مواجهًا للقبر، بحيث لا يدير ظهره له أثناء الدعاء.
وتابع الشيخ وسام قائلاً إن من بين أهم الأعمال التي يُستحب القيام بها أثناء زيارة القبور قراءة الفاتحة وسورة يس، والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، إضافة إلى التصدق عنه حتى يصله ثواب هذه الأعمال الصالحة، منوهًا إلى أن هذه الممارسات تُعد وسيلة لتعزيز الصلة الروحية بين الأحياء والأموات، وتساهم في تذكير المسلم بضعفه وحاجته إلى رحمة الله.

احترام وتعظيم الشعائر
وأكد وسام أن زيارة الأضرحة، خاصة تلك التي تضم رفات الشخصيات الإسلامية البارزة، ينبغي أن تتم في إطار من الأدب والوقار، بعيدًا عن أي مظاهر تخالف روح الإسلام، مثل رفع الصوت أو ممارسة طقوس غير منضبطة شرعيًا، مشددًا على أن الغاية من الزيارة يجب أن تكون استحضار الدروس الإيمانية والاعتبار بالموت، وليس التبرك بالأماكن بطرق تفتقد إلى السند الديني الصحيح.
واختتم الشيخ أحمد وسام حديثه بالتأكيد على أن زيارة القبور والأضرحة سُنة مستحبة تساهم في تهذيب النفوس وإحياء الوعي بالآخرة، داعيًا المسلمين إلى اغتنام هذه العبادة بما يليق بمقاصدها الشرعية وآدابها الرفيعة، حتى تكون وسيلة للتزكية والتقرب إلى الله عز وجل.