بعد قرارات ترامب الاقتصادية... أمريكا تودع الطيران منخفض التكلفة إلى الأبد

نقلت وكالة أنباء بلومبرج، عن العديد من شركات الطيران الأمريكية، أنها هناك توجه عام لإلغاء الطيران منخفض الميزانية، بالتزامن مع تدهور حالة الاقتصاد الأمريكي.
وسعت شركات طيران مثل «سبيريت»، و«فرونتير»، إلى زيادة جودة خدماتها، كما وسّعت شركات الطيران ذات الخدمات الكاملة مثل «دلتا إيرلاينز»، و«يونايتد إيرلاينز هولدينغز» نطاق خدماتها لجذب المسافرين ذوي الميزانية المحدودة.
وأيضًا سعت شركة «جيت بلو إيروايز» إلى تقديم أسعار أقل ولكن مع أجواء أكثر فخامة مثل المقاعد الجلدية النباتية والوجبات الخفيفة ذاتية الخدمة.
مع التهديدات الاقتصادية المتتالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تناقص الطلب على السفر المحلي، وهو مصدر دخل أساسي لشركات الطيران منخفض التكلفة.
ومع بحث الركاب تذاكر طيران منخفضة التكلفة، إلا أن شركات الطيران المخفضة، تعاني بشدة من تباطؤ الحجز، وقد أفلست شركة "سبيريت" في أواخر العام الماضي.
فيما قالت شركة "فرونتير" في الأول من مايو، إنها تتوقع تسجيل خسارة أخرى، وشهدت شركات تشغيل أصغر مثل "أليجيانت إير" و"صن كانتري إيرلاينز" التي تقوم برحلات مباشرة في المقام الأول إلى وجهات ترفيهية انخفاضًا كبيرًا في هوامش الربح لعام 2024.
يذكر أن شركات سبيريت وفرونتير، تحتل المرتبة الأسوأ من حيث الوصول في الوقت المحدد ونسبة الرحلات الملغاة.
وتتعامل شركتا الطيران مع أزمتهما الوجودية من خلال التخلص من صيغة التسعير «محدود الميزانية» التي طال أمدها، وبدلاً من ذلك، فقد تحركت الشركات ناحية تقديم خدمات أكثر اكتمالاً، مع المزيد من خيارات الأجرة والمقاعد المخصصة وحتى حقيبة مسجلة مجانية، ولكن هذا يضيف أيضاً تكاليف.
قال الرئيس التنفيذي لشركة "فرونتير"، باري بيفل: “مع تغيير المستهلكين لتفضيلاتهم، تطورنا مع مرور الوقت”، "إنهم يريدون المزيد، ولهذا السبب نقدم منتجاً من الدرجة الأولى في وقت لاحق من هذا العام".
يذكر أن شركة سبيريت برزت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بأسعار تذاكر رخيصة، وتكتيكات تسويقية صادمة وإضافات اختيارية، وهي الأولى من نوعها في هذا المجال.
ونجحت شركة الطيران في تحقيق كل ذلك من خلال تشغيل عملية ضئيلة للغاية، ووفرت الكثير من المبالغ المالية عن طريق تكديس الركاب في طائرات ذات مقاس واحد يناسب الجميع بمقاعد غير قابلة للإمالة وفرض رسوم إضافية على أي شيء وكل شيء، زجاجة ماء؟ مقعد مخصص؟ بطاقة صعود مطبوعة؟ كل ذلك يخضع لرسوم إضافية.
حتى أن شركة سبيريت أوقفت خدمة العملاء المجانية لتوفير المال، في عهد الرئيس التنفيذي السابق، بن بالدانزا، وحتى أن المسؤولون التنفيذيون في مقرها الرئيسي بالقرب من فورت لودرديل بولاية فلوريدا كانوا مسؤولين عن تفريغ صناديق القمامة وتنظيف مكاتبهم بالمكنسة الكهربائية.
وكان هامش التشغيل المعدل لشركة "سبيريت" أكثر من ضعف هامش منافسيها الأكبر مثل "أميركان إيرلاينز"، و"يونايتد" في بعض السنوات. وبلغت أرباح شركة الطيران الشجاعة ذروتها في عام 2019، قبل أن تُحدث الجائحة دماراً في صناعة الطيران، وتسجل الشركة خسائر سنوياً بعد ذلك لكل عام.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة Frontier، بيل فرانك، في مقابلة منفصلة: “لقد انتهى نموذج التكلفة المنخفضة الأصلي إلى الأبد في الولايات المتحدة”، "سيكون من الصعب العودة إلى نموذج أقل ملاءمة للمستهلك".
يلقي فرانك باللوم في الزوال على مجموعة من العوامل، بما في ذلك ارتفاع التكاليف في كل شيء بدءً من عقود العمل وحتى رسوم الهبوط في المطارات، ثم هناك غزو شركات النقل التقليدية بخياراتها الخاصة للمقاعد منخفضة التكلفة.