استشاري الصحة النفسية : الحوار والتوعية المبكرة أساس حماية الأطفال من التحرش

أكد الدكتور عبد الرحمن ترك، استشاري الصحة النفسية، أن الوقاية من التحرش تبدأ داخل الأسرة من خلال بناء علاقة قوية ومفتوحة بين الآباء وأبنائهم، مشددًا على أهمية غرس القيم السليمة منذ الطفولة لتأمين حماية نفسية وسلوكية فعالة للأطفال.
القدوة أساس التربية
وخلال لقائه في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع على قناة "سي بي سي"، أشار الدكتور ترك إلى أن الأطفال يتعلمون بالسلوك والملاحظة أكثر مما يتعلمون بالكلمات، قائلاً: "لو أنا متعود أتحدث مع ابني باستمرار، هو هينشأ معتاد على التواصل والحوار .. ولو كان يشاهدني أنا ووالدته نواظب على الصلاة، فسينشأ ملتزمًا دون أن نطلب منه ذلك، لأنه يرى القدوة أمام عينيه".
انتقد الدكتور ترك حالة الخجل التي تسود بعض البيوت عند الحديث مع الأطفال عن موضوعات التحرش وكيفية الوقاية منه، مؤكدًا أن هذا الصمت هو أكبر خطأ يمكن أن تقع فيه الأسرة، مضيفًا: "كيف لطفل أن يفرق بين الحلال والحرام إذا لم نوضح له؟ التربية الأخلاقية لا يمكن أن تكون ناقصة، ولا بد أن تكون واضحة وصريحة".
البداية المثلى للحوار
وأوضح الدكتور ترك أن السن الأنسب لبدء الحديث الجاد مع الأطفال حول هذه القضايا هو سن السابعة، حيث يكون الطفل أكثر وعيًا واستيعابًا للمفاهيم الأخلاقية والسلوكية، قائًلا: "من سن السابعة يجب أن نبدأ نشرح بشكل مبسط ومباشر كيفية حماية الجسد وحدود التعامل مع الآخرين، كي يكون الطفل واعيًا ومدركًا لما قد يتعرض له".
وأشار الدكتور ترك إلى أن علاج الآثار النفسية للتحرش لا يقل أهمية عن الوقاية منه، داعيًا إلى التعامل الفوري مع أي حادث تحرش يتعرض له الطفل، ليس فقط على المستوى القانوني، بل النفسي أيضًا، موضحًا: "الطفل يحتاج إلى احتواء ودعم نفسي حتى يتجاوز الأزمة دون أن تترك أثرًا طويل الأمد في حياته".

العلاج والوقاية معًا
وأكد الدكتور ترك أن التربية المبنية على الحب والوضوح هي الأساس الذي يحصّن الطفل ضد أي اعتداء أو تحرش، قائلاً: "التقارب العاطفي مع الأبناء يجعلهم أكثر قدرة على التعبير عن مخاوفهم ومشاكلهم دون خوف أو خجل، وهذه أول خطوة في الحماية الحقيقية".
واختتم الدكتور ترك حديثه بدعوة إلى تكثيف حملات التوعية المجتمعية، مؤكدًا أن حماية الأطفال مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة ولا تنتهي عند المدرسة أو المجتمع، مشددًا: "علينا أن نتكاتف جميعًا لبناء جيل واعٍ ومدرك لحقوقه، يعرف كيف يحمي نفسه ويطلب المساعدة عند الحاجة".