"مش بس طعمه لذيذ" دراسة تكشف أسرار فوائد البطيخ للرجال فقط

في وقتٍ تتزايد فيه مشكلات الخصوبة وضعف الأداء الجنسي بين الرجال في أنحاء العالم، جاء خبر علمي جديد ليحمل بعض الأمل من الطبيعة: البطيخ، تلك الفاكهة الصيفية المحبوبة، قد يكون أكثر من مجرد وجبة منعشة، إذ تشير دراسة حديثة إلى أنه قد يُسهم بشكل مباشر في تعزيز الصحة الإنجابية للرجال، ويُحسّن من أدائهم الجنسي، بطريقة طبيعية تشبه تأثير أدوية كـ"فياغرا".
من اليمن إلى العالم: دراسة تكشف أسرار البطيخ
الدراسة التي أعدها الدكتور هيثم المذحجي من جامعة ذمار اليمنية ونُشرت في مجلة Current Research in Food Science، حللت مكونات البطيخ وتأثيرها على الدورة الدموية والأعضاء التناسلية الذكرية. ووجد الباحث أن البطيخ يحتوي على مركب طبيعي يُدعى "سيترولين"، يعمل على تحفيز إنتاج "أكسيد النيتريك" في الجسم، وهو المركب المسؤول عن توسيع الأوعية الدموية، ما يُحسن تدفق الدم إلى العضو الذكري، بنفس الآلية التي تعتمدها أدوية علاج ضعف الانتصاب.
ويقول الدكتور المذحجي في تقريره إن "البطيخ، بفضل تركيبته الطبيعية، قد يُستخدم كمكمل غذائي داعم لتحسين الوظائف الجنسية للرجال، خاصة من يعانون من ضعف الانتصاب أو تدني عدد الحيوانات المنوية".
تحسين نوعية الحيوانات المنوية ودعم الخصوبة
ولم يقتصر تأثير البطيخ على تدفق الدم فحسب، بل أشار الباحث إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة فيه قد تلعب دورًا في تحسين جودة الحيوانات المنوية، من خلال تقليل الضرر التأكسدي الذي تتعرض له الخلايا التناسلية، ما يدعم عمل الخصيتين ويُسهم في تحسين فرص الإنجاب لدى الأزواج الذين يواجهون صعوبة في الحمل.
رؤية تاريخية جديدة: البطيخ كغذاء علاجي؟
في ملخص الدراسة، وصف الباحثون البطيخ بأنه "فاكهة غذائية وعلاجية رافقت الإنسان عبر التاريخ، لكننا الآن فقط بدأنا نفهم تأثيره العميق على الجهاز التناسلي الذكري"، وقد أثار البطيخ الاكتشاف اهتمام الباحثين في الطب البديل والتغذية العلاجية، إذ يفتح المجال لتطوير مكملات أو أنظمة غذائية تعتمد على البطيخ كمكوّن رئيسي لتحسين الصحة الجنسية.
دور فيتامين D.. مكمل آخر مهم في الصحة الجنسية
وعلى جانب آخر من الأبحاث، جاءت دراسة أخرى من جامعة كومبلوتنسي في مدريد لتُسلط الضوء على عنصر غذائي آخر مرتبط بالصحة الجنسية: فيتامين D. وجدت الدراسة أن نقص هذا الفيتامين قد يكون أحد الأسباب الخفية وراء ضعف الانتصاب وضعف الاستجابة للعلاج لدى بعض الرجال.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت على 12 متبرعًا يعانون من نقص فيتامين D، انخفاضًا في الاستجابة العصبية والعضلية للأنسجة التناسلية عند التحفيز الكهربائي. كما رصد الباحثون مستويات منخفضة من بروتين SLPI، الذي يساعد في ترميم وإصلاح الأنسجة، ما يشير إلى أن نقص الفيتامين يؤثر على بنية ووظيفة الأعضاء الجنسية.
تجارب على الحيوانات تعزز الفرضية
ولم تقتصر التجربة على البشر، إذ أُجريت تجربة مماثلة على فئران مخبرية حُرمت من فيتامين D، وُجد أنها استجابت لعقار فياغرا بشكل أضعف من فئران أخرى نالت كفايتها من الفيتامين. هذا يعزز فرضية أن وجود مستويات كافية من فيتامين D لا يُحسن فقط الأداء الجنسي، بل قد يكون عاملًا مكملًا لفعالية الأدوية المستخدمة في العلاج.
تحذير من الجرعات الزائدة
ورغم الفوائد المحتملة، يُحذر خبراء الصحة من الإفراط في تناول مكملات فيتامين D، إذ أن الجرعات الزائدة قد تؤدي إلى تراكم الكالسيوم في الدم، ما يسبب مشاكل خطيرة في الكلى والقلب. وتوصي الإرشادات الصحية في دول كثيرة بتناول مكملات فيتامين D يوميًا في أشهر الخريف والشتاء، خاصة للأشخاص ذوي البشرة الداكنة أو من لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ.
العودة للطبيعة لتحسين الصحة
في ضوء هذه النتائج، يرى خبراء التغذية والصحة الجنسية أن هناك فرصة حقيقية لتحسين خصوبة الرجال وأدائهم الجنسي من خلال عناصر غذائية طبيعية ومتوفرة، دون الاعتماد الحصري على العقاقير الكيميائية. فالبطيخ، وفيتامين D، قد يُشكّلان "ثنائيًا ذهبيًا" لتعزيز الصحة الإنجابية، خاصة عند دمجهما مع نمط حياة صحي ونظام غذائي متوازن
هل البطيخ علاج سحري؟
بالطبع لا، كما يشير الباحثون، فإن البطيخ ليس بديلًا مباشرًا للأدوية أو العلاجات المتخصصة، لكنه يُعد داعمًا طبيعيًا يُمكن أن يساعد على المدى الطويل. وتكمن أهميته في كونه غذاءً آمنًا، لذيذًا، ومتوفرًا بسهولة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لإضافته إلى النظام الغذائي للرجال المهتمين بصحتهم الجنسية والإنجابية.
قوة الطبيعة في صحن فاكهة
من المدهش أن فاكهة بسيطة كالبطيخ قد تحمل كل هذه الفوائد، وأن فيتامينًا واحدًا يمكن أن يصنع هذا الفارق. وبينما لا تزال هناك حاجة لمزيد من الدراسات والتجارب السريرية، تبدو الرسالة واضحة: الطبيعة تملك الكثير مما لم نكتشفه بعد، وربما تكون المفاتيح الكبرى لحلولنا الصحية أقرب مما نظن.