عاجل

دعوة للفهم .. خالد الجندي يوضح الفرق بين الفتوى والرأي الشرعيI فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

في إطار سعيه لتبسيط المفاهيم الدينية وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة، أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أهمية فهم المسلمين لدينهم بشكل أعمق وأكثر وعيًا، مشددًا على ضرورة التفرقة بين الفتوى والرأي الشرعي.

السعي للفقه وصية نبوية

استهل الجندي حديثه، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "Dmc"، بالإشارة إلى حديث النبي محمد ﷺ: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"، معتبرًا أن الفقه في الدين مطلب شرعي لكل مسلم ومسلمة، وأن الجهل بأحكام الدين قد يؤدي إلى التباس وسوء فهم كبيرين.

وأشار الجندي إلى وجود خلط شائع بين من يملك حق الإفتاء وماهية الفتوى ذاتها، مؤكدًا أن هذا الموضوع يثير جدلاً واسعًا بين الناس، خاصة غير المتخصصين، قائًلا: "هناك خلاف في الرأي حول الجهات المخولة بإصدار الفتاوى، ولذلك أرى ضرورة توضيح هذه المسألة بشكل بسيط حتى يفهمها الجميع".

الخلط بين المفتي والفتوى

وبيّن الجندي أن الفتوى ليست مجرد رأي شخصي يبتدعه الإنسان، بل هي اجتهاد مبني على فهم النصوص الشرعية، مضيفًا: "رأيك الفقهي يجب أن يستند إلى ما تراه متوافقًا مع الشرع الحنيف، وليس ما تمليه عليك أهواؤك الشخصية".

وتحدث الجندي عن مكانة النصوص القرآنية والحديث الشريف، موضحًا أن القرآن الكريم نص مقدس لا خلاف عليه، أما تفسيرات القرآن فليست مقدسة، بل هي اجتهادات بشرية تختلف من عالم لآخر، قائلاً: "من يفتي يقوم بتفسير النصوص الشرعية وإسقاطها على الواقع، ليرى ما إذا كانت تتوافق مع الشرع أم لا".

الرأي الشرعي والفقهي

واستطرد الجندي في شرح الفرق بين الرأي الشرعي والرأي الفقهي، قائلًا: "الرأي الشرعي هو نص الآية أو الحديث النبوي، وهذا لا يجوز تخطيه بأي حال من الأحوال. أما الفقه فهو فهم الإنسان للنص الشرعي، وهو ما يُبنى عليه إصدار الفتوى".

وأشار إلى أن أقوال الصحابة والتابعين مثل عائشة رضي الله عنها، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، لا تُعد نصوصًا شرعية بذاتها، بل تُعتبر آراء فقهية واجتهادات يستفاد منها في فهم المسائل، مضيفًا: "حين نقول قال الله تعالى أو قال رسول الله ﷺ، فهذا نص شرعي، أما عندما نستشهد بأقوال الصحابة، فنقول إنها فتوى أو رأي فلان".

<strong>برنامج لعلهم يفقهون</strong>
برنامج لعلهم يفقهون

دعوة للهدوء والفهم

وختم "الجندي" حديثه بدعوة المسلمين إلى عدم التسرع في إطلاق الأحكام والابتعاد عن التوتر وسوء الظن عند مناقشة المسائل الدينية، قائلاً: "دعونا نفهم ديننا بهدوء ووعي، ونفرق جيدًا بين النصوص الشرعية والآراء الفقهية حتى لا نقع في الخطأ".

تم نسخ الرابط