عاجل

«أوقاف بني سويف» تُطلق فعاليات الأسبوع الثقافي حول ظاهرة التحرش الجنسي

في إطار خطة وزارة الأوقاف لنشر الوعي الديني والثقافي ومعالجة القضايا المجتمعية الحساسة، افتتحت إدارة أوقاف المركز بمحافظة بني سويف فعاليات الأسبوع الثقافي لهذا العام تحت عنوان: "ظاهرة التحرش الجنسي: الأسباب وسبل الوقاية".

وقد شهدت الندوة الافتتاحية حضورًا كثيفًا من رواد المساجد والمهتمين بالشأن الدعوي والتربوي، حيث شارك الدكتور عاصم قبيصي، وكيل وزارة الأوقاف ببني سويف، والدكتور أحمد سيد يونس، المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف والمتخصص في العقيدة والفلسفة.

تسليط الضوء على الأسباب وسبل الوقاية

في كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور عاصم قبيصي على أن ظاهرة التحرش الجنسي تعد من أخطر التحديات السلوكية التي تهدد أمن المجتمع واستقراره. وأوضح أن انتشار الظاهرة يعود إلى عدة أسباب، منها ضعف الوازع الديني، وغياب الرقابة الأسرية، والانفتاح غير المنضبط على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة عبر خطاب ديني متوازن يرسخ قيم الحياء والعفاف، ويبين خطورة هذا الفعل المشين.

كما أكد القبيصي أن الإسلام جاء ليحفظ الأعراض والأنفس، داعيًا إلى ضرورة تربية الأبناء على المبادئ السليمة وتعليمهم قيم الاحترام المتبادل، مشيرًا إلى أن الوقاية تبدأ من البيت، مرورًا بالتعليم والمسجد.

دراسة شاملة للظاهرة

من جانبه، تحدث الدكتور أحمد سيد يونس عن أهمية دراسة الظاهرة بشكل شامل، مشيرًا إلى أن أسباب التحرش الجنسي تشمل أيضًا جوانب نفسية، اجتماعية ودينية. وأوضح أن غياب التربية الأخلاقية، والفجوة بين المعرفة والسلوك، والانحدار في بعض أشكال الفن والإعلام، أسهمت في تطبيع سلوكيات منحرفة مثل التحرش.

وأكد على أن الوقاية لا تكون فقط من خلال العقوبات، بل من خلال التربية المستمرة، والوعي الجماعي، وتعزيز القيم الأخلاقية في المؤسسات التعليمية والدعوية. كما شدد على دور المؤسسات الدينية في بيان الحكم الشرعي لهذه الجريمة التي تُعد انتهاكًا لكرامة الإنسان وتخالف قيم الدين والمروءة.

تفاعل الحضور وتوصيات بالاستمرار في التوعية

شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور الذين طرحوا تساؤلات عدة حول دور الدولة، الإعلام، الأسرة، والمدرسة في مكافحة الظاهرة، وطالبوا بتكرار مثل هذه اللقاءات لتأصيل القيم وحماية الشباب والفتيات من الوقوع في الانحراف.

وفي ختام الفعالية، وجه وكيل وزارة الأوقاف الشكر لكافة المشاركين، مؤكدًا أن الوزارة ستواصل رسالتها التوعوية من خلال المساجد والندوات والبرامج الثقافية، داعيًا إلى استمرار التعاون بين الأزهر الشريف، المؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني لتحقيق مجتمع خالٍ من الظواهر السلبية، قائم على الفضيلة والاحترام المتبادل.

تم نسخ الرابط