جهود دبلوماسية ورعاية رئاسية تنهي الأزمة
«نيوز رووم» تكشف تفاصيل رحلة عودة طلاب قيرغيزستان إلى أرض الوطن

قال د. أمين القصبي، مسؤول الجالية المصرية في قيرغيزستان، إن الطلاب المصريين العائدين من قيرغيزستان قضوا نحو 13 ساعة في مطار القاهرة الدولي بعد وصولهم، حيث استقبلتهم السلطات المصرية بترحاب كبير، وقامت بأخذ إفاداتهم الرسمية حول تفاصيل حادثة احتجازهم في قيرغيزستان.
الرئيس السيسي يتواصل مع الطلاب
في لفتة إنسانية، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مكالمة فيديو مع الطلاب المصريين، حيث أعرب عن اهتمامه الكبير بحالتهم وسلامتهم، وأكد أن الدولة المصرية لم تتخل عن أبنائها في الخارج، ما ترك أثراً طيباً في نفوس الطلاب.
رعاية كاملة من الدولة
وأضاف أنه خلال تواجدهم في المطار، وفرت السلطات للطلاب الطعام والمشروبات، كما استجاب لطلبهم بالتواصل مع ذويهم للاطمئنان عليهم، وبمبادرة خاصة، قام الجهاز بشراء خطوط اتصال بأسمائهم باستخدام جوازات سفرهم وعلى نفقته الخاصة، لتمكينهم من التواصل مباشرة مع أسرهم.
الجهود الدبلوماسية تحسم الموقف
وأكد القصبي أنه كان للتفاعل السريع من وزارة الخارجية المصرية دور حاسم، لا سيما بعد التغطية الإعلامية التي قادتها منصة "نيوز رووم"، والتي كانت شرارة تحرك الجهات الرسمية، وعلى إثر ذلك، تواصل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره القيرغيزي، مطالبا بسرعة إنهاء الإجراءات القانونية بحق الطلاب.
وقال إن جلسة المحكمة عقدت بتوجيه مباشر من وزير الخارجية القيرغيزي، وحضرها محامي الدفاع، بعد جهود تنسيق قادها السكرتير الثاني بسفارة أوزبكستان، والذي أوفد خصيصا لمتابعة الملف.
إنقاذ من قرار الطرد مفاجئ
وأضاف أنه تبين أن السلطات القيرغيزية قد ألزمت الطلاب بالتوقيع على قرار طرد نهائي من البلاد، وهو ما اعتبره الجانب المصري إهانة غير مقبولة، وتحرك على الفور المحامي، بالتنسيق مع البعثة الرسمية، للاعتراض على القرار، مؤكدا أن مثل هذا الإجراء لا يليق بمكانة مصر، وبالفعل، تم استبدال قرار الطرد بحكم براءة وإخلاء سبيل، وتمت تسوية الملف قانونيا بالكامل.
تكريم واحتفاء رئاسي
وأكد أنه تمت استضافة الطلاب في مبنى رئاسة الجمهورية القيرغيزية على مأدبة عشاء رسمية، بتنظيم مشترك بين الأمن القومي القيرغيزي ووزارة الخارجية، وبإشراف مباشر من الوزير بدر عبد العاطي، وتنسيق السكرتير الثاني لسفارة أوزبكستان، الذي كان حلقة الوصل الحاسمة في إنهاء الأزمة.
مصر لا تترك أبناءها
لم تكن أزمة طلاب قيرغيزستان مجرد واقعة عابرة، بل نموذجا لتكاتف الأجهزة المصرية، بدءا من مؤسسة الرئاسة، مرورا بجهاز الأمن الوطني، وانتهاء بالبعثات الدبلوماسية، لحماية كرامة المواطن المصري في أي مكان في العالم.
وكان قد طالب المصريون في قيرغيزستان بتدخل عاجل من السفارة المصرية للدفاع عن أبنائها المحتجزين، والضغط لتسريع إجراءات التحقيق ومتابعة ظروف الحبس، كما طالبوا بضرورة إنشاء مكتب دبلوماسي دائم في قيرغيزستان، يضع في أولوياته تيسير معاملاتهم القنصلية ورعاية مصالحهم، بما يتماشى مع حجم تواجدهم ويعكس حرص الدولة على أبنائها في الخارج.
وكانت قد أصدرت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بيانا قالت فيه إنها تتابع واقعة احتجاز 4 طلبة مصريين في الجمهورية القيرغيزية منذ ١٤ أبريل ٢٠٢٥، حيث قامت السفارة المصرية في كازخستان، التي تقوم بمهام التمثيل غير المقيم في الجمهورية القيرغيزية، بالتواصل مع السلطات القرغيزية فور علمها بالواقعة للاطمئنان على أحوال الطلبة المصريين، والتأكد من تمتعهم بكافة الحقوق المنصوص عليها وفقاً للقوانين ذات الصلة في الجمهورية القيرغيزية.
وقد تواصلت السفارة المصرية فى كازخستان، ومنذ اللحظة الاولى من علم السفارة بالواقعة، مع أهالي الطلاب المحتجزين بصورة دورية لاطلاعهم على المستجدات، كما قامت السفارة المصرية بتوجيه مذكرة رسمية لوزارة الخارجية القيرغيزية لطلب الاطلاع على آخر ملابسات الواقعة، وموعد جلسة المحاكمة في الجمهورية القيرغيزية، وإفادة أهل الطلبة المحتجزين بكافة التطورات التي ترد من السلطات القرغيزية أولاً بأول، فضلا عن طلب تسهيل تواصل السفارة هاتفيا مع الطلبة.
وقد وجه الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، بتكليف القنصل المصري في كازخستان بالقيام بمهمة قنصلية استثنائية إلى العاصمة القرغيزية بيشكيك لحضور أولي جلسات محاكمة الطلاب، عند تحديد موعدها، لتسهيل حصولهم على كافة الخدمات القنصلية التي تقدمها وزارة الخارجية.