50 سنة من الشمس والحصاد .. «باتعة القوصي» تغني للقمح وتزرع الأمل

تحت حرارة الشمس الساطعة .. ترتدي جلبابها الأسود وتضع شالًا على رأسها .. تمسك بالمنجل وتبدأ يومها في حصاد سنابل القمح، بينما تغني:" يا قمحنا يا دهب مصفى .. فيك الخير رزقنا وفا" و"يا قمح السنادي يا مايل على الدرابيس".
قصة كفاح الحاجة باتعة القوصي
في مركز قوص، جنوب محافظة قنا، رصدت "نيوز رووم" قصة كفاح الحاجة باتعة القوصي، التي تقضي أيامها منذ نصف قرن في زراعة وحصاد القمح. بدأت العمل في الغيطان وهي في الثامنة من عمرها، واليوم، في سن الـ58، لا تزال تواصل المسيرة بكل عزم.




الغناوي مرار لقمة العيش
تقول باتعة: "الغناوي عندنا مش من فراغ.. بنحلس بيها مرار لقمة العيش وسط الغيطان". فبالرغم من حرارة الشمس والعمل الشاق، إلا أن الغناء يهون الصعب، والضحكة لا تغيب عن وجوههن.
الشمس والرضا
تؤكد باتعة أنها اعتادت حرارة الشمس حتى عشقتها، قائلة: "عشت تحت حرارتها، وكرهت الضلة". وعلى الرغم من أن ساعات العمل تتراوح بين 8 إلى 10 ساعات، فإنها تفضل هذا الجهد على مد اليد، "جني وتعب وشقى وفي الآخر مش بيكفي، لكن رضا ربنا عبينا أحسن من لقمة عيش متغمسة بالكسوف".
الأيدي الناعمة تتزين بالمنجل
وأكدت أنه رغم الشمس وحرارتها وصعوبة التنقل بين الزراعات والعمل لساعات طويلة إلا أن هذا الأمر لا يكفي حاجتهن ولكن الرضا من الله أفضل بكثير قائلة"جني وتعب وشقا وفي الآخر مش بيكفي لقمة عيشنا لكن أفضل بكثير من مد اليد وسؤال الليم ورضا ربنا عبينا أحسن من لقمة عيش متغمسة بالكسوف والخجل ومد اليد لغير الله".
الحقول والرضا والفضفضة
ولفتت الي ان عمل المرأة في الحقول لم يأت من فراغ ولكن لطلب العيش وكفاية لتربية الأبناء والأحفاد أحيانا قائلة:" زوجي توفي وربيت عيال وحاليا عندي أحفاد ومينفعش أقولهم معنديش لقمة عيش ليكم" .. الحياة صعبة لكن بالغني والرضا والفضفضة مع الغلابة اللي معانا حنعدي الصعب ويبقي سهلاً ونقول كانت أيام.