عاجل

رئيس دينية الشيوخ: الأوقاف مطالَبة بإعداد خطاب ديني معاصر ومؤثر في النشء

الدكتور يوسف عامر
الدكتور يوسف عامر

أكد الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أن الانضباط الفكري يُعد مدخلًا رئيسيًا لتحقيق الاستقرار المجتمعي وتماسك النسيج الوطني، مشيرًا إلى أنه مقدمة حتمية لأي تقدم في شتى مجالات الحياة.

جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم، أثناء مناقشة طلب مقدم من 21 عضوًا حول سياسات الدولة في تجديد الخطاب الديني، وتعزيز التعاون المؤسسي لنشر الفكر الوسطي وبناء وعي ديني مستنير لدى النشء والشباب.

ووجّه "عامر" التحية لممثلي الحكومة، وعلى رأسهم المستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، مؤكدًا أن الأخير "عالم جليل ملأ الأرض بعلمه"، على حد وصفه.

واقترح رئيس اللجنة إعداد وزارة الأوقاف لبرنامج علمي شامل يستهدف بناء وعي ديني مستنير للنشء والشباب، يتناول القضايا العقدية الأساسية مثل الإلهيات، النبوات، والسمعيات، على أن يتوافق البرنامج مع مناهج الأزهر الشريف.

وشدد "عامر" على ضرورة تقديم البرنامج بلغة معاصرة وبأساليب تكنولوجية حديثة، مع تضمينه معالجة لقضايا معاصرة تفرض نفسها على الشباب، كالتطرف الديني واللاديني، والإلحاد، والشذوذ، على أن تتم هذه المعالجة بأسلوب عقلي منطقي يدرأ الشبهات ويكشف جذور الانحراف الفكري وسوء الفهم.

تدريب الأئمة على شرح البرنامج وتفعيله

وأكد ضرورة تدريب الأئمة على شرح البرنامج وتفعيله عبر المنصات الإلكترونية واللقاءات المباشرة في الجامعات والمدارس ومراكز الشباب، مطالبًا الوزارة بتنفيذ البرنامج خلال العطلة الصيفية في عدد من المساجد المنتقاة بجميع المحافظات.

وفيما يخص مكافحة التطرف وتعزيز ثقافة التسامح، دعا "عامر" إلى تنظيم ندوات موسعة لمناقشة قضايا التطرف ومظاهر الانحراف عن ثوابت الدين، لافتًا إلى أهمية معالجة هذه القضايا بأساليب عرض إلكترونية متنوعة تجذب الجمهور وترد على الشبهات.

وحذّر من خطورة ترك الساحة للتيارات المتطرفة لتتولى الرد على الشبهات المثارة، مما يمنحها مصداقية زائفة، مطالبًا وزارة الأوقاف بوضع برنامج مدروس يناقش الآراء الشاذة ويفندها بالأدلة الشرعية والعقلية.

وفي ختام كلمته، شدد على أهمية تفعيل دور الوقف الخيري لدعم مؤسسات الدولة وتحقيق تنمية مجتمعية متكاملة، مقترحًا تشجيع الوقف لصالح البحث العلمي في مجالي الطب والتكنولوجيا. كما دعا إلى إعداد خطة دعوية تستند إلى رصد ميداني دقيق للأمية الدينية، والاستفادة من أبحاث المراكز القومية، مع تحديد آلية لقياس أثر هذه الأنشطة لتطويرها باستمرار وتلبية احتياجات المجتمع.

تم نسخ الرابط