البهرة.. طائفة هندية بجذور فاطمية ونفوذ ديني واقتصادي
البهرة.. طائفة غامضة بين المذهب الإسماعيلي والجذور الفاطمية

في الوقت الذي تنقسم فيه الخريطة المذهبية في العالم الإسلامي بين السنة والشيعة، تبرز طائفة البهرة كحالة فريدة تحمل في طياتها تاريخًا ممتدًا إلى الدولة الفاطمية، وتمارس طقوسها في سرية تامة، بينما تزداد حضورًا على الساحة من خلال علاقاتها الاقتصادية والدينية.
ورغم قلة عددهم وندرة ظهورهم في المشهد العام، تثير طائفة "البهرة" فضولًا متزايدًا في العالم العربي، وخصوصًا في مصر، حيث يرتبط اسمهم بترميم المساجد الفاطمية ولقاءاتهم المتكررة مع المسؤولين، فمن هم البهرة؟ وما مذهبهم؟ وما الذي يميزهم عن باقي الطوائف الإسلامية؟
من هم البهرة؟
البهرة طائفة شيعية إسماعيلية، تنتمي إلى الفرع المستعلي الداودي من المذهب الإسماعيلي، ويتركز أغلب أتباعها في الهند، إلى جانب وجودهم في باكستان واليمن وبعض الدول العربية مثل مصر وسلطنة عمان.
ظهر البهرة كمجتمع ديني متماسك بعد انهيار الدولة الفاطمية في مصر، وتحوّلت قيادتهم الدينية من اليمن إلى الهند في القرن السادس عشر الميلادي.
يبلغ عدد البهرة حول العالم ما بين مليون إلى مليوني شخص، ويقودهم حاليًا المذهب الإسماعيلي، وهو المرجع الديني الأعلى للطائفة ويقيم في مدينة مومباي الهندية.
البهرة طائفة شيعية إسماعيلية تنتمي إلى الفرع المستعلي الداودي من المذهب الشيعي، وتتمركز غالبيتهم في الهند، مع وجود جماعات منهم في باكستان واليمن ومصر وشرق إفريقيا.
سلطان البهرة
ويُقدّر عددهم عالميًا بما يقارب مليوني شخص، يتبعون جميعًا زعيمًا دينيًا يُعرف بلقب "سلطان البهرة"، ويقيم حاليًا في مدينة مومباي الهندية، يشغل هذا المنصب حاليًا مفضل سيف الدين، وهو شخصية دينية تحظى بتقدير كبير بين أتباع الطائفة.
المذهب والخصوصية
ينتمي البهرة إلى المذهب الإسماعيلي المستعلي، ويؤمنون بسلسلة من الأئمة تمتد من الإمام علي حتى الإمام المستنصر بالله الفاطمي، ثم يؤمنون بوجود إمام مستور يقودهم روحيًا عبر "الداعي المطلق"، وهو السلطان الحالي.
وتتميّز هذه الطائفة بنظام ديني مغلق، حيث تُقام طقوسهم وصلواتهم في أماكن مخصصة
جذور مذهبية ممتدة من الفاطميين
ينتمي البهرة إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي، وهو فرع من الشيعة يؤمن بسبعة أئمة فقط، ويختلف عن الشيعة الاثني عشرية (مثل شيعة إيران والعراق).
وتفرّعت الإسماعيلية بعد وفاة الإمام الفاطمي المستنصر بالله عام 1094م، إلى فرعين رئيسيين:
الفرع النزاري (الذي منه أتباع الآغا خان)
الفرع المستعلي (الذي ينتمي إليه البهرة)
ومن داخل المستعلية، انقسم البهرة أنفسهم إلى عدة فروع، أبرزها البهرة الداودية، وهم الأكبر عددًا، ويتبعون قيادة موحدة متمثلة في "الداعي المطلق" أو "السلطان"، وهو القائد الديني والدنيوي للطائفة.
عقائد البهرة وخصوصيتهم
يؤمن البهرة بوجود إمام غائب من نسل الفاطميين، ويعتبرون السلطان الحالي ممثلًا لهذا الإمام في العالم، ويتبعون تنظيمًا دينيًا صارمًا، يتميز بالسرية والانضباط، ويُعرفون بملابسهم التقليدية البيضاء والعمامة الذهبية التي يضعها الرجال، إضافة إلى تمسكهم بلغتهم الخاصة وهي مزيج من العربية والغوجاراتية.
وتتميز طقوسهم الدينية بالغموض، إذ لا تُقام في مساجد عامة، بل في قاعات مغلقة تعرف باسم "الجامع"، ويحظر على غير البهرة حضور صلواتهم أو الاطلاع على شعائرهم، ما زاد من الفضول والريبة في أوساط بعض المجتمعات التي يعيشون فيها.
الحضور في مصر
يحتفظ البهرة بعلاقة روحية وتاريخية عميقة مع مصر، باعتبارها مهد الدولة الفاطمية التي ينتمون إليها فكريًا، وقد أسهموا في تمويل وترميم عدد من المساجد الفاطمية بالقاهرة، مثل جامع الحاكم بأمر الله، والجامع الأقمر، ومسجد الجيوشي.
ورغم أن عددهم في مصر قليل، إلا أن وجودهم حاضر من خلال زيارات سلطانهم المتكررة، وعلاقاتهم الوثيقة بالحكومة المصرية، إلى جانب أنشطتهم التجارية في مجالات الذهب والعقارات.

