المزاج الشعبي نحو اليمين المتطرف
سيميون يقترب.. الانتخابات الرومانية في صالح رفيق جورجيسكو

أشارت استطلاعات الرأي الجارية في رومانيا إلى اقتراب زعيم اليمين المتشدد جورج سيميون بالفوز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حيث يواجه أحد مرشحي الوسط المؤيدين للاتحاد الأوروبي في جولة الإعادة في 18 مايو.
وحصل سيميون على 33% من الأصوات وفقا لاستطلاع رأي الناخبين الذي أجراه مركز أبحاث الانتخابات (CURS)، في حين حصل كرين أنتونيسكو، المرشح المشترك لثلاثة أحزاب وسطية في الحكومة، على 23%.
وأظهر استطلاع رأي آخر أجرته مؤسسة "أفانجارد" أن سيميون يتقدم بنسبة 33%، لكنه قال إن أنتونيسكو كان متقاربًا مع نيكوسور دان، رئيس بلدية العاصمة بوخارست الليبرالي المستقل، بنسبة 23%.
إعادة التصويت في الانتخابات الرئاسية في رومانيا
أُعيدَ التصويت بعد أن ألغت المحكمة الدستورية فوز السياسي القومي المتطرف كالين جورجيسكو في الجولة الأولى من الانتخابات في نوفمبر الماضي، وذلك بسبب مزاعم التدخل الروسي.
كما مُنع جورجيسكو، حليف سيميون، لاحقًا من الترشح في الجولة الجديدة.
وانتقدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة إلغاء نتيجة الانتخابات التي جرت في نوفمبر الماضي، وقال نائب الرئيس جيه دي فانس إن ذلك "كان مثالا على فشل النخبة الليبرالية في أوروبا في دعم الحريات الديمقراطية".
ومن المتوقع أن تظهر النتائج الأولية لجولة الانتخابات الأولى في وقت لاحق من اليوم الأحد، على أن يتم الإعلان عن النتيجة النهائية صباح الاثنين؛ كما أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

دعم شعبي لليمين المتطرف
تلفت الصحيفة إلى أن "الدعم الشعبي لسيميون ، زعيم حزب (AUR) القومي الذي أيد جورجيسكو حملته الانتخابية، هو علامة أخرى على خيبة أمل الناخبين الرومانيين العميقة في النخب السياسية السائدة، التي تقاسمت السلطة منذ نهاية الشيوعية".
وذكر سيميون، وهو شعبوي يميني متطرف مؤيد لترامب، للصحيفة البريطانية، الأحد، إنه إذا انتخب رئيسا فسوف يحاول إعادة جورجيسكو إلى منصب قيادي يعكس شعبيته.
قال: "في الديمقراطية، يُترك للشعب أن يقرر. لذا، بصفتي رئيسًا، يُمكنني تغيير أعضاء المحكمة الدستورية، وأعضاء أجهزة المخابرات، لضمان نزاهة الانتخابات، والوساطة في إيجاد الأغلبية البرلمانية. هكذا يُمكننا أن نفكر في وجوده رئيسًا للوزراء".
ومن المتوقع أن يحاول منافس سيميون في الجولة الثانية تشكيل تحالف من كل القوى الرئيسية لهزيمة سيميون، لكنه قد يواجه صعوبة في القيام بذلك.
وأوضح المرشح اليميني: "لستُ قلقًا كثيرًا بشأن هذا التحالف. إنه مجرد قنبلة دخان، وسيلةٌ لتشتيت الانتباه عن حقيقة أنني لستُ المتطرف، أو المشاغب، أو الانعزالي الذي يُصوّرونني عليه".
وفق جولة التصويت التي ألغتها المحكمة، حصل جورجيسكو على أكثر من 40% من أصوات الناخبين قبل منعه من الترشح مجددًا في مارس الماضي.
وفي بادرة تضامن، أدلى الرجلان بصوتيهما معًا في إحدى ضواحي بوخارست، حيث ردد بعض المؤيدين شعارات مؤيدة لجورجيسكو.

رومانيا في مأزق
دفع إلغاءُ الانتخابات رومانيا إلى أزمةٍ سياسيةٍ في لحظةٍ حساسة. حيث خفّضت وكالة موديز مؤخرًا تصنيفها الائتماني إلى سلبي.
وحاليا، تحتاج رومانيا بشدةٍ إلى إصلاحاتٍ في ظلّ سعيها الحثيث لمعالجة أعلى عجزٍ في ميزانية الاتحاد الأوروبي.
كما تعد رومانيا مساهمًا رئيسيًا في جهود حلف شمال الأطلسي لاحتواء المناورات الروسية في منطقة البحر الأسود، كما أنها طريق مهم للصادرات من أوكرانيا، كما عرضت أيضًا مساعدات عسكرية لجارتها.
ومع استمرار التصويت يوم الأحد، زعمت مجموعة قراصنة روسية أنها أغلقت مواقع إلكترونية لعدة وزارات حكومية وصفحة حملة أنطونيسكو. لكن هجوم حجب الخدمة أُحبط بسرعة، وفقًا لبيان أصدره المركز الوطني للأمن السيبراني.