حساسية الطعام وعدم التحمل.. دليل الأمهات للتمييز بين الحالتين

تُعد حساسية الطعام وعدم تحمله من المشكلات الصحية الشائعة بين الأطفال، وغالبًا ما يختلط الأمر على الأمهات بين الحالتين نظرًا لتشابه الأعراض. في هذا التقرير، نوضح الفروق الأساسية بينهما، وكيفية التعامل مع كل حالة لضمان صحة وسلامة طفلك.تعد مشاكل التغذية من أبرز التحديات التي تواجه الأمهات في مراحل الطفولة المبكرة، خاصةً عندما تبدأ أعراض مزعجة في الظهور بعد تناول الطفل لبعض الأطعمة، وبينما يعتقد البعض أن الأمر مجرد "حساسية طعام"، قد يكون في الحقيقة "عدم تحمل غذائي" – وهما حالتان تختلفان جذريًا من حيث الأسباب وطبيعة الأعراض وطريقة التعامل معهما، وفيما يلي، نستعرض الفرق الدقيق بين حساسية الطعام وعدم تحمله عند الأطفال، لمساعدة الأمهات على اتخاذ قرارات غذائية آمنة وصحية لأطفالهن وتفادي أي مضاعفات قد تهدد سلامتهم.
ما هي حساسية الطعام؟
حساسية الطعام هي استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة تجاه مادة غذائية معينة. عندما يتناول الطفل المصاب بحساسية الطعام طعامًا يحتوي على المادة المسببة للحساسية، يقوم جهازه المناعي بإنتاج أجسام مضادة من نوع IgE، مما يؤدي إلى رد فعل تحسسي قد يكون شديدًا.
الأعراض المرتبطة بحساسية الطعام تتراوح من بسيطة إلى شديدة، وتظهر عادة خلال 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول الطعام المسبب للحساسية، تشمل الأعراض الشائعة:
- تورم في الشفتين، اللسان أو الحلق.
- طفح جلدي أو خلايا.
- صعوبة في التنفس أو البلع.
- غثيان أو قيء.
- دوار أو فقدان الوعي في الحالات الشديدة.
كشفت مجلة The Journal of Allergy and Clinical Immunology في دراسة أن حساسية الطعام أصبحت أكثر شيوعًا بين الأطفال في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بنسبة 20% في بعض المناطق بسبب زيادة التعرض لمسببات الحساسية.
ما هو عدم تحمل الطعام؟
عدم تحمل الطعام يختلف تمامًا عن الحساسية، إذ لا يتدخل جهاز المناعة في هذه الحالة، يحدث عدم التحمل عندما يواجه الجهاز الهضمي صعوبة في هضم نوع معين من الطعام، ما يؤدي إلى ظهور أعراض هضمية مزعجة، مثل الانتفاخ، الغازات، الإسهال، والمغص.
تختلف الأعراض التي يعاني منها الطفل المصاب بعدم تحمل الطعام عن الحساسية، فهي تظهر بعد مرور عدة ساعات على تناول الطعام المسبب للمشكلة، وتستمر لفترة أطول. الأعراض تشمل:
- انتفاخ أو غازات.
- ألم أو مغص في البطن.
- إسهال أو إمساك.
- غثيان.
دراسة نشرتها مجلة Gastroenterology أظهرت أن عدم تحمل الطعام، وخاصة اللاكتوز، هو أكثر الأنواع شيوعًا بين الأطفال، حيث يعاني 20% من الأطفال من صعوبة في هضم اللاكتوز.
كيفية التفرقة بين الحساسية وعدم التحمل؟
أحد الاختلافات الرئيسية بين الحساسية وعدم التحمل هو دور جهاز المناعة. في حالة الحساسية، يتفاعل الجهاز المناعي بشكل مفرط تجاه مادة غذائية معينة، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض التحسسية بسرعة، أما في حالة عدم التحمل، لا يتدخل الجهاز المناعي، وتكون الأعراض هضمية في الغالب، وتظهر تدريجيًا بعد تناول الطعام.
أثبتت الدراسات الحديثة أن الحساسية تظهر بسرعة، في حين أن عدم التحمل قد يستغرق وقتًا أطول لتظهر الأعراض.
وفي دراسة أخرى نشرتها مجلة Pediatrics، تبين أن الأطفال الذين يعانون من حساسية الطعام تظهر عليهم الأعراض عادة خلال دقائق من تناول الطعام، بينما الأطفال المصابون بعدم التحمل يعانون من الأعراض بعد ساعات قليلة، وعادة ما تكون الأعراض أقل شدة.
كيف يتم تشخيص الحالة؟
لتشخيص حساسية الطعام أو عدم تحمله، يجب استشارة الطبيب المختص، يعتمد التشخيص على مجموعة من الاختبارات والطرق المختلفة، مثل:
- اختبارات الجلد أو فحص الدم لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من رد فعل مناعي تجاه مادة غذائية معينة.
- مراقبة الأعراض عبر اتباع حمية استبعادية، حيث يتم إزالة الأطعمة المشبوهة من النظام الغذائي ومراقبة التحسن في الأعراض.
- التقييم السريري باستخدام السجلات الغذائية لفهم نوع الأطعمة التي تثير الأعراض.
بينما أظهرت دراسة نشرتها مجلة Clinical Pediatrics، أن الطبيب قد يطلب اختبارات إضافية مثل اختبار تحمل الطعام أو اختبار التنفس في حالة الاشتباه بعدم التحمل.
يجب على الأمهات أن تكون دائمًا على دراية بالأطعمة التي قد تسبب حساسية للطفل.
استخدام جهاز الإبينفرين (EpiPen) في حال حدوث رد فعل تحسسي شديد، يمكن استخدام جهاز الإبينفرين للتعامل مع الحالات الطارئة.
يجب تعليم الطفل على تجنب الأطعمة المسببة للحساسية، وإبلاغ المدرسة أو الحضانة عن الحالة.
في حالة عدم تحمل الطعام يجب أن يتناول الطفل كميات صغيرة من الطعام المسبب للانزعاج إذا كان يستطيع تحمله، ويمكن أيضًا استخدام بدائل غذائية، مثل الحليب الخالي من اللاكتوز أو الأطعمة الخالية من الغلوتين.