عاجل

كيف تتعامل مع نعم الله عليك؟ أزهري يوضح

الدكتور السيد عبد
الدكتور السيد عبد الباري

أكد الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، أن الإنسان نفسه يُعد من أعظم نعم الله على الأرض، وأن كل ما يحيط به من جسد وروح وبيئة وأدوات حياة هو عطاء متجدد من الله سبحانه وتعالى. وأوضح أن الإنسان يجب أن يدرك أن نعمة الوجود هي من أعظم نعم الله عليه، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لأي إنسان أن يقدر حجم هذه النعمة إلا عندما يتأمل في حالته قبل وجوده في الدنيا.

، وشدد  عبد الباري  من برنامج " مع الناس " المذاع على قناة " الناس" على أن النعمة ليست فقط ما يُرى أو يُلمس، بل قد تكون روحانية أو غير محسوسة، لكنها من أعظم ما يُمنح للعبد. وأضاف: “النعمة الحقيقية هي تلك التي يهبها الله للإنسان دون أن يشعر بها، مثل نعمة السكينة في القلب، ونعمة الطمأنينة في النفس”.

وأوضح  أن الإنسان قد يغفل عن أبسط النعم مثل وجوده ذاته، مستشهدًا بالآية الكريمة: “هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا؟”، ليؤكد أن الخلق من العدم هو أعظم دليل على الفضل الإلهي. كما أشار إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع أحد الصحابة، حين سأل الصحابي: “ما مبدأ الأمر؟”، فأجاب النبي: “كان الله ولا شيء معه”، ليوضح بذلك عظمة الخالق، وضرورة إدراك الإنسان لاحتياجه الدائم إلى الله.

ضرورة الشكر على النعم

وأكد الدكتور عبد الباري في حديثه أن الإسلام يوجه المسلم إلى ضرورة الشكر على كل النعم، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، معتبرًا أن الشكر هو الوسيلة الأساسية لاستمرار النعم في حياة الإنسان. وقال: “من شربت كوب ماء، قليلًا أو كثيرًا، دافئًا أو باردًا، فاحمد الله. فالشكر لا يقتصر فقط على الكلمات، بل يجب أن يكون شعورًا داخليًا يستشعره القلب ويظهر في أفعال الإنسان”.

كما شدد على أن الشكر هو سر دوام النعم، مشيرًا إلى قوله صلى الله عليه وسلم: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”، مؤكدًا أن التقدير الدائم للمحسن هو الذي يفتح أبواب النعم ويزيدها. وأضاف: “من عاش مع النعمة دون وعي بواهبها، فقد فاته خيرها في الدنيا والآخرة، أما من فهم معناها وربطها بالرضا والشكر، امتد له نعيمها حتى في الآخرة”.

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور عبد الباري جميع المسلمين إلى التأمل في تفاصيل حياتهم اليومية مثل الهواء والماء والصحة والرزق، مؤكدًا أن الإحساس بالنعمة هو الذي يمنح الإنسان السلام الداخلي والطمأنينة، ويجعله أكثر اتزانًا وتقديرًا لما لديه. وأضاف أن “الشكر والتأمل في النعم يجلب للإنسان سعادة دائمة وراحة نفسية لا تعادلها أي مكاسب مادية”

تم نسخ الرابط