عاجل

خامنئي: «الحج» فريضة دينية ذات طابع وجوهر سياسي بالكامل

المرشد الأعلي الإيراني،
المرشد الأعلي الإيراني، آية الله علي خامنئي

استقبل المرشد الأعلي الإيراني، آية الله علي خامنئي، اليوم الأحد، المسؤولين عن شؤون الحج في البلاد.

 وأفادت وكالة «تسنيم » الدولية للأنباء، بأنه بالتزامن مع اقتراب موسم الحج الإبراهيمي، اجتمع مسؤولو بعثة المرشد الأعلي  ومنظمة الحج والزيارة، إلى جانب عدد من كوادر الحج والحجاج الإيرانيين، صباح اليوم الأحد، مع المرشد في حسينية الإمام الخميني.

وفي بداية اللقاء أشار خامنئي مرة أخرى إلى الحادث المأساوي الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس وقدم تعازيه لأسر الضحايا والجرحى في الحادث.

وقال المرشد الأعلي "أشعر بضرورة تجديد الإشارة إلى الحادثة المؤلمة في بندرعباس، وأتقدم بأحرّ التعازي إلى عوائل الضحايا والمصابين".

وتابع:"كانت حادثة أليمة بالفعل، ومصيبة أثّرت في قلوبنا جميعًا لما خلّفته من ألم لدى العائلات المفجوعة".

كما تحدث خامنئي، عن فريضة الحج قائلاً: "يمكن القول إنها الفريضة الوحيدة، التي تتسم في شكلها الظاهري وتركيبتها بطابع سياسي مئة بالمئة؛ إذ إنها تجمع الناس من مختلف أقطار العالم، في مكان واحد وزمان واحد، كل عام، لكل من استطاع إليه سبيلاً.. هذا التجمع بحد ذاته يحمل مضمونًا سياسيًا".

فريضة ذات جوهر وشكل وتركيبة سياسية سياسي 

وأضاف: "الحج بخلاف ما يحاول البعض الترويج له أو يشكك فيه، فريضة ذات جوهر سياسي، وشكل سياسي، وتركيبة سياسية".

وتابع خامنئي "اجتماع الحج هو لصالح الإنسان، ولا مصلحة أعظم للأمة الإسلامية من الوحدة. فلو توحدت الأمة الإسلامية، لما وقعت مآسي فلسطين وغزة، ولما تعرض اليمن لكل هذا الضغط".

وفي مستهل كلمته، قدّم آية الله الخامنئي مجدداً تعازيه لأُسر ضحايا الحادث المؤلم في بندرعباس، سائلاً الله تعالى أن يمنّ على هؤلاء المواطنين وعلى أسر المصابين بالصبر والسكينة، مؤكداً أنّ الله سبحانه يمنح الإنسان في مقابل صبره في وجه الحوادث المختلفة، أجراً عظيماً لا يُقاس.

واعتبر سماحته أنّ الأضرار التي تُصيب الأجهزة في الحوادث الطبيعية وغير الطبيعية قابلةٌ للتعويض بفضل جهود وقدرات الأجهزة الأخرى، وأضاف: ما يُحرق قلب الإنسان حقاً هو "فقد الأحبّة من العائلات"، وهو ما حوّل هذا الحادث إلى مصيبة لنا جميعاً.

وفي مواصلة كلمته، اعتبر المرشد الأعلي أنّ معرفة أهداف ومضامين فريضة الحج المختلفة تمهيد ضروري لأداء هذه الفريضة العظيمة بشكل صحيح من قبل زوّار بيت الله الحرام، واستناداً إلى آيات متعددة من القرآن الكريم.

 أضاف: إنّ استخدام لفظ «الناس» في كثير من الآيات المرتبطة بالحج يدلّ على أنّ الله شرّع هذه الفريضة لإدارة شؤون الناس جميعاً – لا المسلمين فقط – وبالتالي فإن إقامة الحج بشكل سليم هو في خدمة البشرية.

الحج فريضة دينية ذات طابع سياسي بالكامل

وفي شرح الأبعاد المعرفية للحج، وصفه خامنئي بأنّه الفريضة الوحيدة التي يكون شكلها وتركيبتها ذات طابع سياسي بالكامل، لأنها تجمع الناس في زمان ومكان واحد كل عام لأهداف معيّنة، وهذه السمة بحدّ ذاتها تعبّر عن طبيعة سياسية.

وأضاف خامنئي: إلى جانب الشكل والتركيبة السياسية للحج، فإنّ مضمون أجزائه روحاني وعبادي بالكامل، وكل منها يحمل إشارة رمزية وتعليمية إلى قضايا ومتطلبات مختلفة في حياة الإنسان.

الطواف

وفي بيانه لهذه الرموز، اعتبر المرشد الإيراني «الطواف» دلالةً على ضرورة الدوران حول محور التوحيد ومركزيته، مضيفاً: الطواف يعلّم البشرية أن الحكم، والحياة، والاقتصاد، والأسرة، وسائر شؤون الحياة، يجب أن تُبنى جميعها على أساس التوحيد؛ فحينها، لن يكون هناك محلّ لهذه القسوة، وقتل الأطفال، والطمع، وسيتحول العالم إلى روضة غنّاء.

السعي بين الصفا والمروة

واعتبر قائد الثورة أن «السعي بين الصفا والمروة» يُشير إلى ضرورة كفاح الإنسان الدائم في مواجهة صعوبات الحياة، وألا يتوقف أو يتردد أو يضيع في الحيرة أبداً.

التحرك نحو عرفات والمزدلفة ومنى

ورأى في «التحرك نحو عرفات والمزدلفة ومنى» درساً في الحركة المستمرة وتجنّب الركود، مضيفاً: إنّ «الأضحية» ترمز إلى حقيقة مفادها أن الإنسان قد يُطلب منه أحياناً أن يُضحّي بأعزّ الناس لديه، أو أن يُقدّم تضحية، أو حتى أن يُضحّى به.

رمي الجمرات

وقال إنّ «رمي الجمرات» تأكيد من الله على أنّ الإنسان يجب أن يتعرّف على شياطين الإنس والجن، وحيثما وجد الشيطان، فعليه أن يهاجمه ويضربه.

ارتداء لباس الإحرام

كما اعتبر خامنئي أنّ «ارتداء لباس الإحرام» رمز للخضوع والتسوية بين البشر أمام الله تعالى، مضيفاً: إنّ جميع هذه الأعمال تهدف إلى توجيه حياة البشر وإرشادها.

كما شدّد آية الله الخامنئي على الدور الكبير والمهم للحكومات الإسلامية، وخاصة حكومة الدولة المضيفة، في توضيح حقيقة الحج وأهدافه، وقال: على مسؤولي الدول، والعلماء، والمفكرين، والكتّاب، والشخصيات المؤثرة في الرأي العام، أن يوضحوا للناس حقائق الحج.

 

تم نسخ الرابط