عاجل

بعد 23 عام عمل| "60 يومًا تفصلنا عن افتتاح المتحف الكبير نرصد رحلة تحقق الحلم"

المتحف الكبير
المتحف الكبير

يُعد المتحف المصري الكبير، في ميدان الرماية، درة المشاريع القومية المصرية التراثية، وهو كما وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، هدية مصر إلى العالم.

واتخذت الحكومة المصرية قرارها، بناءً على توجيهات رئاسية، أن افتتاح المتحف المصري الكبير، سيكون يوم الخميس 3 يوليو عام 2025، أي بعد ما يقرب من 60 يومًا من الآن، وسوف يغلق المتحف أبوابه تمامًا، يوم 15 يونيو، استعدادًا للافتتاح الرسمي.

مراحل الحلم

وبدأ التفكير في مشروع المتحف المصري الكبير عام 2002م، وكانت الفكرة للوزير الفنان فاروق حسني، والذي اقترح بناء متحفًا إلى جانب الأهرامات، يكون مخصصًا فقط للتاريخ المصري القديم، وكان القرار، ببناء أضخم متحف يخص حضارة واحدة في العالم، حيث يضم المتحف آثارًا مصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر المصري القديم وبداية العصر البطلمي.

2002 بدء المشروع

تم عقد اتفاقية دولية مع منظمة الجايكا اليابانية، والتي تحملت ثلثي التكلفة في شكل قرض لمصر، وبدأت إعدادات المنطقة التي تم اختيارها كموقع للمتحف، بإطلالة فريدة على أهرامات الجيزة، وتم عمل مجسات وحفائر أثرية وتمهيد المنطقة، وبدأت الإنشاءات بعمل منطقة معامل الترميم ومخازن المتحف، والتي تم تصميمها لتستوعب ما يصل إلى 100 ألف قطعة أثرية، وتجهيز المعامل بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في هذا العلم، وهي معامل لترميم الأحجار ومعامل لترميم الآثار العضوية (الأخشاب والنسيج وغيره)، وترميم الزجاج، ومعامل الأبحاث وغيرها. 

توقف البناء

منذ عام 2002م، وحتى بدء أحداث الثورة عام 2011، كان ما تم إنجازه من أعمال إنشاءات المتحف ما يقرب من 15% فقط من إجمالي الأعمال، وتوقف العمل، وظل شبه متوقف حتى عام 2016، حتى تسلمت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، متمثلة في اللواء عاطف مفتاح، رئيس مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، قيادة المشروع، حيث قفزت نسبة الإنشاءات في المتحف من 15% إلى 95% في عام 2020م، حيث كان مقرر افتتاح المتحف في أكتوبر 2020م، واكتمل المتحف وأصبح جاهزًا للتشغيل التجريبي في بدايات عام 2022م.

اللواء عاطف مفتاح

وخلال تلك الفترة، والتي فيها تولى اللواء عاطف مفتاح مسؤولية المتحف، وتحديدًا منذ 21 يناير 2016م، تم تحقيق العديد من الإنجازات، ومنها الانتهاء من محاور الطرق الموصلة إلى المتحف، والتي تربط بينه وبين متحف التحرير، ومتحف الحضارة، ومنطقة القلعة، وغيرها من مناطق أثرية. 

نقل مركب خوفو

وفي موكب مهيب، وفي مشروع وصفه الجميع بالمستحيل، تم نقل أكبر أثر عضوي في العالم وهو مركب الملك خوفو، والذي كان أثرًا مكتملًا قائمًا، من مكانه بجانب هرم الملك خوفو، إلى متحفه الجديد ضمن مكونات المتحف المصري الكبير، وقد تحمل اللواء عاطف مفتاح، مسؤولية المشروع، من الفكرة إلى التنفيذ، والذي جاء مبهرًا، بشكل لا يقل عن موكب المومياوات الملكية، ولكنه لم يحظ بالتغطية الإعلامية الكافية في ذلك الوقت.

نقل 50 ألف قطعة أثرية

وبقيادة اللواء عاطف مفتاح، تم تكوين فريق مصري خالص، على رأسه الدكتور عيسى زيدان، وعدد من الأثريين والمرممين المصريين، حيث تم نقل قطع أثرية من المتحف المصري في التحرير، ومن مختلف متاحف الجمهورية، بأيادي مصرية خالصة، وبدون الاستعانة بخبرات أجنبية، مما وفر على مصر ملايين الدولارات، استطاعوا نقل تلك القطع التي تراوحت من قطع صغيرة وحتى قطع بحجم تمثال الملك رمسيس الثاني الشهير، إلى المتحف الكبير. 

المسلة المعلقة

وفي تصميم فريد من نوعه، ابتكر اللواء عاطف مفتاح، وفريق العمل بالمتحف، طريقة جديدة لعرض مسلة مصرية قديمة تخص الملك رمسيس الثاني، حيث أن لها قاعدة مرتفعة عن الأرض بما يسمح للزائر أن يقف أسفل المسلة ويرى الخرطوش الملكي الذي كان يظل مخفيًا عن أعين الزائرين يوضع المسلة التقليدي. 

نقل قطع الملك توت عنخ آمون

تعتبر مجموعة الملك توت عنخ آمون هي درة المتحف المصري الكبير، وهي أيقونة العرض فيه، وتبلغ القطع الأثرية التي تخص الملك توت عنخ آمون ما يزيد عن 5400 قطعة أثرية، منها القناع الذهبي الشهير، وتم تخصيص قاعتين من قاعات المتحف لعرض المجموعة كاملة لأول مرة في التاريخ بمكان واحد. 

الفتارين

تعتبر فتارين العرض أحد أكبر التحديات التي تواجه المتاحف على مستوى العالم، فدائمًا ما يمثل زجاج الفاترينة عائقًا أمام الزائر بسبب رداءة الزجاج وقابليته لعكس الضوء، وكانت فتارين المتحف الكبير من نوع راقي للغاية، بنسبة شفافية عالية، وبنسبة عدم إنعكاس مثالية، بحيث يتمكن الزائر من رؤية القطعة وتصويرها وكأنها أمامه، وهي الفتارين التي تم تزويد متحف الحضارة بها أيضًا، وحازت على رضى الجميع. 

التشغيل التجريبي

ومنذ اكتمال المتحف بنسبة 97% بدأ اللواء عاطف مفتاح، وتحديدًا في ديسمبر 2022، في التشغيل التجريبي للمتحف بشكل تدريجي، وكان الهدف من الخطوة هو اختبار كافة استعدادات المتحف، وكانت المرحلة الأولى هي افتتاح الزيارة للبهو العظيم، وهو البهو الذي يضم تمثال الملك رمسيس الثاني، وقد ابتكر مهندسو المتحف طريقة تجعل الشمس تتعامد على وجه الملك رمسيس في نفس اليوم الذي تتعامد فيه بمعبده في أبو سمبل، مما جعل الزيارة أكثر تشويقًا، وكذلك البهو الخارجي، وشباك التذاكر، ومنطقة الانتظار. 

المرحلة الثانية

بعد 6 أشهر بدأ تشغيل الدرج العظيم والذي يضم ما يقرب من 80 قطعة أثرية ضخمة، مع عرض توت عنخ آمون بتقنية الواقع الافتراضي، وهو ما أحدث جذب كبير للمتحف، مع تشغيل المنطقة التجارية المحيطة بالمتحف، مع استقبال الفعاليات الفنية والثقافية، وبدأت إدارة المتحف في اختبار قدراتها التنظيمية، والتي ثبت بالتجرية أنها قادرة على استيعاب وتنظيم الأعداد الضخمة. 

المرحلة الأخيرة

ثم جاءت المرحلة النهائية للتشغيل التجريبي، والتي بدأت في بدايات عام 2024م، حيث تم تشغيل المتحف بكامل قدراته، وإمكانياته، كافة شبابيك التذاكر، الحجز الاإلكتروني، إتاحة استقبال، (الأفراد، المجموعات، الرحلات المدرسية، كبار السن) فتح كافة قاعات المتحف عدا قاعتي توت عنخ آمون، تشغيل خدمة المرحلة الأخيرة، تشغيل خدمة الإرشاد، تشغيل متحف الطفل، وحقق التشغيل التجريبي نتائج مذهلة، من الناحيتين المادية والتنظيمية. 

ما قبل الافتتاح

استمر التشغيل التجريبي منذ بدايات 2024م، وظهرت سلبيات في التشغيل، والتي بدأت الإدارة في التعامل معاها بشكل ناجح، وتم تلافيها، ثم بدأت في تلقي المقترحات، استعدادًا للافتتاح النهائي، والذي تقرر يوم 3 يوليو 2025م. 

غلق المتحف وإجراءات ما قبل الافتتاح

وفقا للمعلن من مجلس الوزراء، يجري العمل حاليا داخل المتحف الكبير على التالي، استكمال بقية الأعمال بقاعات الملك توت عنخ آمون ونقل بعض القطع الأثرية، التي لازالت في المتحف المصري في التحرير، وكذلك استكمال أعمال فاترينات العرض المتحفي، واستئناف بعض أعمال التشطيبات المتبقية بمبني متحف مراكب الشمس، وتنفيذ مسطحات خضراء وتصميمات جمالية، وتطوير الميادين، وأعمال الإضاءة وشبكات الري. 

غلق منذ 15 يونيو

وتم اتخاذ القرار غلق المتحف من 15 يونيو القادم وحتى يوم الافتتاح، ويتم حاليًا العمل على قدم وساق للانتهاء من محطة مترو أنفاق الرماية، والتي ستخدم المتحف بشكل أساسي، كما يتم العمل على الانتهاء من تطوير منطقة الأهرامات ليتزامن الافتتاح مع افتتاح المتحف المصري الكبير.

وينتظر العالم افتتاحًا أسطوريًا، وقد وعدت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بحفلًا لن ينساه العالم، حيث سيكون الافتتاح رئاسيًا، بحضور رؤساء وملوك دول العام، وكافة القنوات الإعلامية من أنحاء المعمورة. 

تم نسخ الرابط