الشخير.. إزعاج مزمن أم ناقوس خطر صحي يهدد حياتنا أثناء النوم؟

لطالما اعتُبر الشخير ظاهرة مزعجة أكثر من كونه مصدرًا للقلق الطبي، خاصة إذا لم يكن مرتبطًا بانقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب نوم خطير، كما أن هناك أبحاثًا حديثة بدأت تسلط الضوء على الشخير باعتباره علامة تحذيرية على اضطرابات صحية أكثر خطورة، خاصة المتعلقة بصحة القلب والأوعية الدموية.
دراسة تربط الشخير بتغيرات في الشرايين السباتية
أظهرت دراسة أجراها باحثون في مستشفى "هنري فورد" بمدينة ديترويت الأمريكية أن الشخير، حتى دون وجود انقطاع النفس النومي، يرتبط بتغيرات في جدران الشرايين السباتية، وهي الشرايين المسؤولة عن تزويد الدماغ بالدم، وتحديدًا، لاحظ الباحثون زيادة في سُمك الطبقة الداخلية الوسطى لجدار هذه الشرايين لدى الأشخاص الذين يعانون من الشخير.
ويُعدّ الشخير علامة مبكرة على مرض الشريان السباتي، الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، كما أن اللافت في هذا السمك كان أعلى لدى من يعانون من الشخير مقارنة بأشخاص آخرين يعانون من عوامل خطر تقليدية مثل التدخين أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم.

تفاصيل الدراسة: تحليل بيانات 913 مريضًا
شملت الدراسة 913 مريضًا تراوحت أعمارهم بين 18 و50 عامًا، جميعهم لا يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي، ومن بينهم، أكمل 54 شخصًا استبيانًا مفصلًا عن نمط شخيرهم، وخضعوا لفحص بالموجات فوق الصوتية لقياس سمك الطبقة الداخلية الوسطى لجدران الشرايين السباتية.
النتائج كشفت أن الشخير وحده، دون وجود عوامل الخطر التقليدية، كان مرتبطًا بزيادة ملحوظة في سمك جدار الشرايين، مما يشير إلى تأثيره المباشر على صحة القلب والأوعية الدموية.

تباين علمي حول الشخير وخطر أمراض القلب
رغم ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، فإن الأدبيات العلمية حول الشخير لا تزال منقسمة، بعض الدراسات الأسترالية السابقة لم تجد علاقة واضحة بين الشخير وخطر الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة، في المقابل، توصلت دراسات أخرى في المجر إلى نتائج تؤكد وجود علاقة مباشرة، حتى بعد تعديل العوامل المؤثرة مثل السمنة.
ويرى الباحثون في مستشفى "هنري فورد" أن أبحاثهم تُعد من بين الأوائل التي تبرز العلاقة المستقلة بين الشخير وتغيرات الأوعية الدموية، ويخططون لإجراء دراسات مستقبلية لاستكشاف العلاقة بين الشخير وأمراض القلب الكبرى مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

خطوات عملية لتقليل خطر الشخير
بينما لا يزال العلم يبحث في أبعاد تأثير الشخير على الصحة، يوصي الأطباء بعدد من الإجراءات التي يمكن أن تقلل من احتمالية الشخير ومخاطره:
الحفاظ على وزن صحي: الوزن الزائد يزيد من احتمالية الشخير، لذا يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
الامتناع عن الكحول قبل النوم: الكحول يؤدي إلى ارتخاء عضلات الحلق، مما يزيد من احتمالية الشخير، ويجب تجنب شربه قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
الإقلاع عن التدخين: التدخين يُهيّج مجرى الهواء ويؤدي إلى التهابه، مما يعزز فرص الشخير.
استشارة الطبيب: لا ينبغي تجاهل الشخير حتى وإن بدا بسيطًا. استشارة الطبيب قد تساعد في تشخيص مشاكل أعمق، وقد يُوصى باستخدام أجهزة طبية أو واقيات فموية.