جمال رائف: إسرائيل تواصل حصار غزة وتستهدف الأونروا والمساعدات الإنسانية

قال الكاتب الصحفي جمال رائف إن استهداف طائرات مسيّرة لسفينة "أسطول الحرية" المتجهة إلى قطاع غزة يحمل دلالة واضحة على استمرار إسرائيل في فرض حصارها الكامل على القطاع، عبر سياسة تجويع وتعطيش ممنهجة، من خلال منع إدخال المساعدات الإنسانية.
وأوضح رائف، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية إكسترا نيوز، أن هناك أكثر من مسار تعتمد عليه إسرائيل في هذا النهج، من بينها إغلاق المعابر ومنع تمرير المساعدات، سواء عبر معبر كرم أبو سالم أو من خلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وأضاف أن الاحتلال لا يكتفي بمنع الإمدادات الإنسانية فقط، بل يمارس استهدافًا مباشرًا لوكالة الأونروا، سواء على المستوى السياسي عبر قانون الكنيست الأخير الذي يسمح بمصادرة مقارها وأراضيها في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو عبر استهدافات عسكرية متكررة لمراكزها داخل القطاع.
وأكد الكاتب أن ما يحدث يعكس توجهًا إسرائيليًا لتقويض كل أشكال الدعم الإنساني للفلسطينيين، في إطار الضغط المتواصل على سكان غزة.
الأوضاع في غزة
أفادت قناة “النيل للأخبار” - من مدينة العريش بأن المجاعة تدق ناقوس الخطر في قطاع غزة، نتيجة التعنت الإسرائيلي بغلق المعابر الحدودية ومنع مرور المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع.
وأضافت في تقرير لها، أن إسرائيل تواصل غلق معبر رفح، ومنع مرور المساعدات وخروج المرضى للعريش، في الوقت الذي تفتح فيه مصر أبواب منفذ رفح البري تجاه تلك المساعدات.
اصطفاف أكثر من ثلاثة آلاف شاحنة
وذكر أن أكثر من 3 آلاف شاحنة تصطف لأكثر من شهرين على بوابة معبر رفح المصري وتنتظرالإذن بالدخول وإيصال تلك المساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة.
كارثة إنسانية محققة نتيجة التعنت الإسرائيلي
ولفت التقرير إلى أن هناك 57 شهيداً اليوم جراء هذه المجاعة حسبما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي، مؤكدًا أن هذه كارثة إنسانية محققة نتيجة التعنت الإسرائيلي، الذي يستمر يوما بعد يوم، بعد القضاء على البنية التحتية في قطاع غزة ثم امتد إلى رفح ليستكمل جرائمه في حق الشعب الفلسطيني وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
في قطاع غزة المحاصر، لم يعد الجوع مجرد تحدٍ يومي، بل تحوّل إلى كارثة إنسانية شاملة تنذر بعواقب وخيمة على أكثر من 2.4 مليون إنسان، نصفهم من الأطفال، فبعد شهور من الحصار الإسرائيلي الخانق، وعرقلة دخول الغذاء والدواء، تتوالى مشاهد النهب لمخازن الإغاثة والمطابخ المجتمعية في مشهد يعكس حالة الانهيار الكامل للبنية الإنسانية والاقتصادية في القطاع المنكوب.
ووسط أنقاض المنازل والمستشفيات، يكافح الفلسطينيون لتأمين وجبة يومية أو جرعة دواء، بينما تدق منظمات الإغاثة ناقوس الخطر بشأن تفشي سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال، وانهيار شبكات توزيع المساعدات، وقد وثّقت تقارير أممية وفاة عشرات الأطفال جوعاً، في وقت باتت فيه المطابخ الخيرية والمستودعات الإنسانية أهدافاً للنهب من قبل سكان لم يعودوا يملكون خياراً آخر للبقاء.
ولا يعكس هذا الواقع المأساوي حجم المأساة في غزة فقط، بل يطرح أسئلة أخلاقية وسياسية عميقة حول الصمت الدولي، وفعالية النظام الإنساني العالمي في التصدي لجرائم التجويع الممنهج، ومع تزايد الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول آمن للمساعدات، يبقى المدنيون في غزة أسرى للجوع والخوف، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.