لبنان يشتغل مجددًا.. هجوم على قوات اليونيفيل ينذر بجرائم حرب في البلاد

عقدت السلطات اللبنانية، اليوم السبت 15 فبراير، اجتماعًا طارئًا عقب إصابة ضابطين في الهجوم الذي استهدف مركبة تابعة لقوات الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) على طريقٍ كان قد أغلقه أنصار حزب الله قرب بيروت، وقد تم إدانة هذا الهجوم بشدة من قبل السلطات اللبنانية، بينما طالبت قوات الأمم المتحدة في البلاد بفتح تحقيق فوري، محذرة من احتمال أن يكون الهجوم جريمة حرب.
تفاصيل الهجوم على قوات اليونيفيل في لبنان
أفادت قوات اليونيفيل في بيان لها بأنه في مساء يوم الجمعة، تعرض قافلة تابعة لها كانت تنقل جنود حفظ السلام إلى مطار بيروت لاعتداء عنيف، حيث تم إشعال النيران في إحدى المركبات، وأوضح البيان أن قائد اليونيفيل بالإنابة، الذي كان في طريقه إلى منزله بعد انتهاء مهمته، أصيب في هذا الهجوم.

وأكدت اليونيفيل على طلبها بإجراء تحقيق كامل وفوري من قبل السلطات اللبنانية، محذرة من أن هذا الهجوم يشكل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي" وقد يُعتبر "جريمة حرب"، معربة عن صدمتها من هذا الهجوم المروع ضد جنود حفظ السلام الذين يعملون على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان خلال هذه الفترة الصعبة.
ردود الفعل الرسمية
من جانبها، أدانت ممثلة الأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، الهجوم واصفة إياه بأنه "غير مقبول" ويشكل تهديدًا على أمن موظفي الأمم المتحدة، كما أدان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام الهجوم الإجرامي وأكد اتخاذ إجراءات عاجلة لتحديد المعتدين، واعتقالهم، ومحاكمتهم أمام السلطة القضائية المختصة.
من جانبه، شدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على أن "المهاجمين سيتلقون العقاب، مؤكدًا أن قوات الأمن لن تظهر أي تسامح مع أي شخص يحاول الإخلال بالاستقرار والسلام المدني.
الإجراءات الحكومية
أصدر وزير الداخلية اللبناني تعليمات للسلطات المختصة بمتابعة الوضع والسيطرة عليه، والعمل على تحديد هوية المهاجمين واعتقالهم وتحويلهم إلى القضاء المختص، وفيما يخص رد الجيش اللبناني، فقد تعهد باتخاذ إجراءات حاسمة لمنع أي تهديد للسلام المدني وملاحقة المخربين.
السياق السياسي والاحتجاجات
حدث الهجوم في وقت كانت فيه عدة مجموعات من أنصار حزب الله قامت، لليلة الثانية على التوالي، بإغلاق الطريق المؤدي إلى مطار بيروت في الضاحية الجنوبية للعاصمة، وكانت مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر متظاهرين، بعضهم ملثم ويحملون أعلام حزب الله، وهم يهاجمون رجلاً يرتدي زيًا عسكريًا وآخر يرتدي زيًا مدنيًا قرب المركبة المحترقة.
وقد أفادت قناة "المنار" التابعة لحزب الله بأن "عناصر فوضوية وغير منضبطة تثير الفوضى على الطريق المؤدية إلى المطار، بما في ذلك إقامة حواجز وإحراق لوحات إعلانات"، وأوضح المتظاهرون أنهم يحتجون ضد قرار منع هبوط طائرتين إيرانيّتين في بيروت، وهو ما كان قد أعلنه مسؤولو المطار قبل يومين.

خلفيات الصراع والأحداث السياسية
تجدر الإشارة إلى أن هذا الهجوم يأتي في وقت حساس بالنسبة للبنان، حيث شهدت البلاد في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2024 حربًا مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، مما أسفر عن تدمير كبير في صفوف قيادة الحزب، إلى أن تم التوصل إلى هدنة في أواخر نوفمبر، والتي تم تمديدها حتى 18 فبراير، حيث من المقرر أن تسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان.