عاجل

لبنان يبدأ فصلًا جديدًا..حكومة نواف سلام بين الإصلاحات والتحديات الكبرى

رئيس الوزراء اللبناني
رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام

بعد أكثر من عامين من الحكم الانتقالي في لبنان، تم أخيرًا تشكيل حكومة جديدة بقيادة نواف سلام في 8 فبراير الجاري، في خطوة هامة نحو استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي، تضم الحكومة مجموعة متنوعة من الشخصيات السياسية والخبرات التي تهدف إلى تنفيذ الإصلاحات الضرورية وإعادة بناء البلاد بعد أزمات متعددة، أبرزها الحرب الأخيرة مع إسرائيل والانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان منذ 2019.

تفاصيل تشكيل الحكومة

وقدتم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة السبت 8 فبراير، بقيادة رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، بعد أسابيع من المفاوضات المعقدة، لينتهي بذلك الحكم الانتقالي في لبنان والذي استمر لأكثر من عامين، تأثرت البلاد فيه بشدة جراء الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، وفقا لما أفادت به قناة فرانس24

وفي أول تصريح له بعد تشكيل الحكومة، عبر رئيس الوزراء اللبناني عن أمله في أن تكون حكومته "حكومة إصلاح وإنقاذ"، كما أكد أن الحكومة ستعمل على استعادة الثقة بين المواطنين والدولة، وبين لبنان وأشقاءه العرب والمجتمع الدولي، في ظل الأوضاع الصعبة الناتجة عن الحرب والانهيار الاقتصادي.

التحديات أمام الحكومة الجديدة

وتواجه حكومة نواف سلام، تحديات كبيرة، أبرزها تنفيذ الإصلاحات اللازمة للحصول على مليارات الدولارات من المانحين الدوليين، والإشراف على وقف إطلاق النار الهش بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، فضلا عن إعادة إعمار البلاد.

وتضم الحكومة الجديدة خمسة نساء، من بينهن تمارا الزين، الأمينة العامة السابقة للمجلس الوطني للبحوث العلمية، وحنين سيد، الإقتصادية التي عملت خبيرة لدى البنك الدولي، كما يضم الفريق غسان سلامة، المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، الذي يعد من الأسماء البارزة في السياسة الدولية، وقد تم تعيين ياسين جابر، النائب السابق المعروف بعلاقاته القوية مع حركة أمل الشيعية، وزيرا للمالية، وهو منصب استراتيجي في الحكومة.

المواقف الدولية
 

رحبت السفارة الأمريكية بتشكيل الحكومة، معربة عن أملها في أن تنفذ الإصلاحات اللازمة، كما أبدت ممثلة الأمم المتحدة في لبنان، جانين هينيس بلاسخارت، تفاؤلها بتشكيل الحكومة، معتبرة إياه بداية "فصل أكثر إشراقًا" لبيروت.

من جانبها، هنأت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ساندرا دو وال، الحكومة على التزامها بالإصلاحات، واعتبرت أن هذه الإصلاحات ضرورية لمستقبل البلاد، كما تبادل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التهاني مع نواف سلام، مؤكدًا التزام فرنسا بمساعدة بيروت في مواجهة التحديات العديدة.

أبعاد سياسية ودينية

 

أعلن نواف سلام أن حكومته ستستثني أعضاء الأحزاب السياسية وأي شخص يخطط للترشح في الانتخابات التشريعية القادمة، ولا ينتمي الوزراء في الحكومة إلى أي حزب سياسي، وقد تم اختيارهم بعد التشاور مع القيادات السياسية في لبنان. 

يذكر أن النظام السياسي في بيروت يعتمد بشكل كبير على المحاصصة الطائفية، حيث يتم توزيع المناصب الحكومية وفقا للتوزيع الطائفي.

الخطوات القادمة
 

يتعين على الحكومة الجديدة إعداد بيان وزاري لكي يعرض على البرلمان للموافقة عليه خلال 30 يوما.

وتواجه الحكومة اللبنانية الجديدة تحديات كبيرة، بدءا من تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتأمين المساعدات الدولية إلى تحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز الثقة بين المواطنين والدولة، وبينما يترقب اللبنانيون والمجتمع الدولي نتائج هذه الإصلاحات، يبقى الأمل معقودا على قدرة الحكومة الجديدة على الوفاء بتعهداتها لإعادة بيروت إلى المسار الصحيح وتعافي اقتصادها المتضرر.

تم نسخ الرابط