أبوظبي للموانئ تعزز حضورها في مصر بمشاريع استراتيجية تتجاوز 350 مليون دولار

في خطوة تعكس تعزيز التعاون الاقتصادي بين الإمارات ومصر، بدأت مجموعة موانئ أبوظبي تنفيذ أحد أكبر مشاريعها الاستراتيجية في الخارج، عبر تطوير محطة "نواتوم – سفاجا" متعددة الأغراض على ساحل البحر الأحمر. يُعد هذا المشروع خطوة هامة في تعزيز دور الاستثمارات الخليجية في دعم البنية التحتية الحيوية بالمنطقة، ويعتبر أول محطة دولية في صعيد مصر.
يتجاوز حجم الاستثمارات في هذا المشروع 350 مليون دولار، بما في ذلك الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، ما يساهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي حيوي للتجارة والسياحة البحرية. يهدف المشروع إلى فتح آفاق جديدة لربط موانئ مصر بشبكة موانئ عالمية تمتد من الخليج العربي إلى أوروبا وآسيا، مما يعزز قدرة البلاد التنافسية في قطاع النقل البحري.
بدأت مجموعة موانئ أبوظبي خطوات تنفيذية لتطوير البنية التحتية لمحطة "نواتوم – سفاجا" متعددة الأغراض، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، والتي ستكون أول محطة دولية في منطقة صعيد مصر. وقد تم تكليف شركة "حسن علام للإنشاءات" بمهام تطوير البنية التحتية للمشروع، الذي يعد ركيزة رئيسية في خطط المجموعة التوسعية في السوق المصري.
المحطة الجديدة التي تمتد على مساحة 810 آلاف متر مربع، ستشمل ساحة لمناولة الحاويات بسعة تصل إلى 450 ألف حاوية نمطية، كما ستتمكن من مناولة 5 ملايين طن من البضائع العامة والجافة، بالإضافة إلى مليون طن من البضائع السائلة. ومن بين المرافق الأخرى التي ستتضمنها المحطة، ستكون هناك منطقة "رورو" قادرة على استيعاب 50 ألف مركبة. كما ستتمتع المحطة برصيف بطول 1000 متر وساحة خرسانية بمساحة 48 ألف متر مربع.
يتوقع أن يبدأ تشغيل المحطة في النصف الثاني من عام 2026، وذلك في إطار اتفاقية امتياز مدتها 30 عامًا مع الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر التي تم توقيعها في عام 2023. لتعزيز العمليات التشغيلية، أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي عن استلام ثلاث رافعات "باناماكس" متطورة من شركة "زد بيه إم سي" الصينية، بالإضافة إلى ست رافعات جسرية مطاطية هجينة بتكلفة إجمالية تصل إلى 193 مليون درهم.
توسع استثماري شامل في قطاع الموانئ المصري
وتندرج محطة سفاجا ضمن حزمة استثمارات إماراتية تقودها مجموعة موانئ أبوظبي في مصر، بلغت قيمتها حوالي 349 مليون دولار خلال السنوات الثلاث الماضية. وتشمل هذه الاستثمارات، إلى جانب محطة سفاجا، الاستحواذ على ثلاث شركات بحرية هي "ترانسمار"، "تي سي آي"، و"سفينة"، فضلاً عن تطوير محطة لسفن الدحرجة في العين السخنة.
كما وقعت المجموعة عقود امتياز طويلة الأجل لتطوير وتشغيل محطات سفن سياحية في موانئ سفاجا، الغردقة، شرم الشيخ، والعين السخنة، باستثمارات إجمالية قيمتها 35 مليون دولار، منها 4.7 مليون دولار خصصت لتطوير محطات البحر الأحمر، وفقاً لما أعلنه وزير النقل المصري، الفريق كامل الوزير.
وسيسهم هذا التوسع في إطلاق خط رحلات سياحية (كروز) يربط بين ميناء زايد الإماراتي وموانئ البحر الأحمر المصرية، على أن يمتد لاحقاً إلى موانئ الخليج وميناء العقبة والموانئ الأوروبية والآسيوية. ومن المتوقع أن تدخل محطات السفن السياحية الثلاث حيز التشغيل مطلع العام المقبل، ما يعزز القدرة الاستيعابية للموانئ المصرية التي تصل حالياً إلى مليون راكب سنوياً، مع خطة حكومية طموحة لرفع هذا الرقم إلى 7.5 مليون راكب سنوياً.
وبحسب بيانات وزارة النقل، فإن العوائد المباشرة المتوقعة من رسوم وخدمات السفن بمحطات السخنة وسفاجا والغردقة وشرم الشيخ، تقدر بنحو 500 مليون دولار خلال مدة الالتزام، فيما قد تصل العوائد غير المباشرة – الناتجة عن استخدام ركاب الترانزيت للمطارات المصرية فقط – إلى 8 مليارات دولار، دون احتساب الإنفاق السياحي داخل المدن.