بعد زيادة التحرش بالأطفال.. استشاري صحة نفسية للأمهات: اسمعي ابنك بدون عصبية

قدم الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، نصائح للآباء والأمهات بشأن التعامل مع الأطفال في حالة تعرضهم للتحرش أو أي انتهاء واعتداء جسدي، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية الدعم المجتمعي.
وقال الدكتور وليد هندي في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "لاشك أن أزمة تعرض الأطفال للاعتداء والانتهاك الجنسي يكون لها مجموعة من الأثار النفسية العميقة التي من الممكن أن تظل مستمرة إلى أبد الزمان، والتعامل النفسي مع الطفل الذي يتم التحرش به مهم جدًا لمعرفة الأزمة".
نصائح للتعامل مع الأطفال
وشدد استشاري الصحة النفسية على أن التعامل النفسي يُخفف من حدة الأزمة ويدخل الطفل في بوتقة المجتمع، والتأخير في التأهيل يزيد من عمق الجرح، لذلك مهم من اللحظة الأولى إن الأم عندما ترى بعض الأعراض السلوكية على الطفل وتعرف إنه تم التحرش به أو هو من يحكي؛ يكون في جسور من التواصل الإنساني تتكلم معاه وتسمعه عشان يثق فيها ويقول كل اللي عنده".
وأضاف "هندي": "أقول للأمهات لما يجي أبنك يحكيلك تماسكي بلاش الخضة والعصبية والتهويل، أتقلي شوية بلاش هول الصدمة يخوف الطفل ويشعره بالذعر، يجب التماسك وعدم الانفعال، شجعي ابنك على الكلام وإنه يحكي، وتجنبي إظهار الشعور بالغضب، ويجب أن نصدق الطفل في كلامه، بلاش طريقة الاستجواب لازم يحس بالأمان عشان يحكي ويقول المشاعر السلبية".
ونصح الأم أن تكون منتبهه لكلام الطفل، وتعمل على تهدئته، وتؤكد له أنها ستحصل على حقه، وأضاف" "ابدئي بعلاجه من الناحية الجسدية ممكن يكون في التهابات أو خدوش وغيرها اهتمي به، مع التصدي لمن تحرش به بكل قوة وضراوة لأنه يشفي غليل الطفل وبيحس والأمن النفسي أنه مش لوحده، ولو انتي فشلتي تتعاملي معاه في ما بعد الأزمة لازم اللجوء لمتخصص".
وتابع الدكتور وليد هندي: "مهم التهيئة لإعادة الثقة للطفل من خلال التشجيع الابتساامة في وشه النوم جنب الأم في الفترة الأولى ينام والنور منور في الفترة الأولى مهم جدًا، تحسسيه بالحب لأنه بيكون عنده مشاعر متعلقة بالجنس، فيعرف إن الحب حاجة والجنس حاجة".
وأكد على أهمية وجود روتين ثابت للطفل، وقال: "لازم ينام في وقت معين ويفطر في وقت معين وهكذا، لأن ذلك يمنحه شعورًا بالأمان والثقة، ويساعده ينسى أي أحداث لأن بيكون عنده آلية ثابتة ومنظمة في الحياة، بجانب أهمية ممارسة نشاط بعد الأزمة، وأحسن حاجة ممكن يمارسها الرسم، الرسم الإسقاطي والتلوين لإخراج مشاعره المكبوتة".
دور المجتمع
وتحدث الدكتور وليد هندي على دور المجتمع في أزمة تعرض الأطفال للتحرش، قائلًا: "مطلوب منه أن يكون داعمًا ومساندًا، وليس عبء على الطفل، ولا يتم ذكر اسمه، وأن يكون هناك مبادرات مشجعة وكلمات محفزة مثل أنت ابننا وأنت لست وحدك، وأن يكون هناك مبادرات من مشاهير فنانين أو لاعبي الكرة، كل ذلك يساعد الطفل على النجاح وتجاوز الأزمة".
وتابع: "مهم جدًا لا نضغط على الطفل، لأن ما يحدث من عدم مصداقية من المجتمع ومن حوله تؤثر عليه، كما أن البعض يتطوع معه بجدية، ولكن البعض الآخر يُريد الاستعراض أو تحقيق مكتسبات سياسية أو انتخابات أو يحصل على مكانة زي المتاجرة باليتامى والفقراء، لازم إبعادهم عن المشهد بيزود عبء نفسي حتى لا يكون عرضه للتنمر، ويجب وجود محامين متطوعين وقادة فكر متطوعين ومساندين يتعاملوا معاه كانه ابنهم".
وأشار إلى أهمية تبني الطفل من الهيئات إذا كان لديه موهبة ويتم استضافته باعتباره لديه قضية مجتمعية وأيقونة لزملائه، مضيفًا: "المهم المدرسة تدعمه، تطلع في الطابور وتشيد به وبأخلاقياته أو يكون هناك شهادة تقدير لا تكون في موقف خلافي معه حتى وإن كان في مشكلة قانونية، فالتعامل النفسي السريع مع الطفل مهم جدًا لو تركناه أو تعاملنا بعشوائية أو صورة غير منظمة هتسيب عنده عميق الأثر النفسي".
أبرز علامات التحرش بالأطفال
ولفت استشاري الصحة النفسية، إلى أن طفل من كل 10 أطفال حول العالم يتعرض للاعتداء الجنسي والانتهاك الجنسي مش مجرد تحرش بحسب إحصائية عالمية في عام 2013، لذلك يجب الامهات يكون لديها وعي تشوف التغيرات النفسية والسلوكية التي تطرأ على الطفل بتديهم مؤشر أن الطفل تعرض للتحرش.
وعن أهم المتغيرات التي تحدث وتدل على التحرش بالأطفال أو تعرضه لانتهاك، قال: "المتحرش بيكون من المقربين، السواد الأعظم بيكونوا من الأشخاص داخل دائرة الثقة وبنسيب الأطفال معاهم مثل الأقارب، العمالة، بعض المعلمين ورجال الدين في بعض الأحيان، فالمتحرش بيكون شايف الطفل وبيعمل مرحلة اسمها التودد يقرب منه ويلعب معاه ويكتسب ثقته وبيقبي مصدر التحرش".
أهم علامة حسبما أوضح الدكتور وليد هندي، أن الطفل الذي تعرض للتحرش يرفض الذهاب إلى شخص بعينه من المقربين أو يخاف منه مش عايز يروحله ومش عايز يروح الأماكن اللي فيها الرجل ده، لأنه بالنسبة له مرعب ومرتبط بالمتحرش.
وواصل: "المعروف أن الأطفال بتحب الحكي إلا الوقت اللي قضاه مع من اعتدى عليه مش بيتكلم يخفي التفاصيل أول ما بيتعرضوا للاعتداء دائمًا ساكتين على جنب، وممكن الصمت الغير معتاد منهم يصل إلى الخرس الاختياري مش بيتكلموا، يبص بعينه بس علامات شرود وسرحان وقلقان، بجانب سلوكيات النقوص مثل مص الأصابع والتبول اللا إرادي مع اضطرابات النوم غالبًا بتاخد شكل النوم الكثير للهروب والانسحاب الاجتماعي".
واستكمل: "اضطرابات الطعام نقص أو ياكل كتير بس غالبًا بياكل كتير، وبيكون عصبي ومنفعل، لما ينام بيكون في كوابيس وأحلام مزعجة بشكل متكرر، ويستجد مخاوف جديدة بقى يخاف من الضلمة أو أماكن مغلقة، ويكون الطفل إما متمردًا للوالدين أو مطيعًا بشكل شديد، كما أنه يخاف تغيير ملابسه أمام أهله، وتظهر علامات خوف من الأماكن العامة، ويتحدث في موضوعات فوق إداركه والبعض مما يتعرض للاعتداء يكون عندهم إيماءات وإيحاءات جنسية وألفاظ غير لائقة".